الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

نجمة تائهة
Pacific Heat

الكاتبة : آن ميثر
------------
الملخص
------------
لقد أرادت الانتقام.وقعت أوليفيا في حيرة حيال أمر ذهابها الى لويس أنجليس لكي تدون سيرة حياة ديان هاران الممثلة الشهيرة التي انتقلت من حياة الفقر الى الثراء والشهرة. مهما يكن فهذه هي المراة التي اغوت زوج أوليفيا وخطفته منها ولكن ماذا لو انقلبت الامور لصالحها وقات هي باغواء حبيب ديان الاخير ؟هي لاتتمتع بجمال ديان المتوهج لكن يبدو ان جو كاستيلانو يشعر بالانجذاب الى أوليفيا! المشكلة الوحيدة تكمن في انها كلما اقتربت من جو أكثر أحست بالخطر على نفسها أكثر
------------------------
الفصل الأول : عرض مربك
------------------------
شعرت أوليفيا بالذهول، فهي لم تتخيل حتى في أغرب أحلامها، أن تعرض عليها مهمة كهذه. إن وقوع الاختيار عليها لكتابة سيرة ديان هاران، وانتقالها من الفقر المدفع إلى الثراء الفاحش هو أمر مذهل، فديان هاران هي أميرة الشاشة وعارضة أزياء ونجمة مميزة و . . . هي المرأة التي دفعت زوج أوليفيا إلى التخلي عنها منذ خمس سنوات .
رددت كاي غولد سميث كلماتها بنفاد صبر واضح: «أجل. . . ديان هاران. أظن أنك سمعت بها من قبل. أليس كذلك؟ الجميع يعرفها، فهي نجمة عالمية. الأمر المميز والغريب هو أن ديان هاران سمعت باسمك . . . . . أخذت أوليفيا نفساً عميقاً وحدقت في وكيلة أعمالها : «ما الذي تعنينه بقولك إن ديان هاران سمعت باسمي؟» .
- حسناً! إنها هي من اقترح أن تعرض عليك أنت أولاً فرصة كتابة سيرتها الذاتية. أعتقد أنها قرأت سيرة إيلين كوزاك التي كتبتها، ومن الواضح أن مقاربتك للموضوع أعجبتها . - احقا؟ أدركت أوليفيا أن نبرتها تبدو ساخرة، لكنها لم تقدر على إخفائها . فنظرية كاي القائلة بأن أسلوبها في كتابة الحياة المأساوية للشاعرة الإيرلندية هو وراء عرض ديان هاران بأن تكتب لها سيرتها الذاتية، مضحكة فعلاً. فإيلين كوزاك بطلة بكل ما للكلمة من معنى، وازنت ما بين احتياجات عائلتها وإعاقتها الجسدية بسبب مرض في العظام ألم بها، ولم يمنعها ذلك من كتابة
بعض أجمل القصائد الشعرية . ماتت إيلين بعد صدور كتاب سيرتها الذاتية ببضعة أسابيع، لكن أوليفيا متأكدة من أنها لن تنسى أبدأ شجاعة إيلين ولطافتها . دیان هاران لیست شجاعة أو لطيفة، بل هي أنانية، مخادعة وجشعة . تعرفت إلى ريتشارد هايغ في حفلة أقامتها الوكالة التي يعمل فيها للنجمة الصاعدة، في ذلك الوقت، على أمل أن تحصل على امتياز تمثيلها. ورغم معرفتها بأنه متزوج من أوليفيا، لم تتردد في أن تغريه وتسرقه من زوجته . - ليف؟!
استفسار كاي الفضولي أعاد انتباه أوليفيا إلى الواقع وجعلها تدرك أنها سرحت بأفكارها محدقة في الفراغ لفترة. غير أن اقتراح ديان هاران بأن تكتب هي بالذات سيرتها الذاتية هو أمر مضحك . - أنا لا أستطيع أن أفعل ذلك . - ما الذي تعنينه بقولك إنك لا تستطيعين فعل ذلك؟ سألتها كاي بعد أن وقفت على قدميها، واستدارت حول المكتب لتنضم إلى أوليفيا قرب النافذة، ثم أكملت تسألها : «ألديك فكرة عما هو معروض عليك؟ سيدفع لك أجر باهظ، وستشاركين في نشاطات الطبقة المخملية ، كما
ستسنح لك فرصة قضاء بضعة أشهر مستمتعة بأشعة الشمس . نظرت أوليفيا إلى رفيقتها مرددة بشكل لا إرادي : «قضاء بضعة أشهر مستمتعة بأشعة الشمس!» . أوضحت كاي : «هذا صحيح . فهي تريد منك الذهاب إلى كاليفورنيا ، وقضاء بعض الوقت معها . لقد شارفت على الانتهاء من تصوير فيلمها الحالي، وتقول وكيلة أعمالها إن لديها بعض الوقت قبل حلول موعد البدء بتصوير فيلمها الجديد في أيلول، . شعرت أوليفيا بالجفاف في فمها، وسألت بصوت خافت : «وكيلة أعمالها؟!» . - أجل . فيبي أيزاك، من وكالة أيزاك وستون . لا أعتقد أنك سمعت بها ،
لكنها شركة ذات اسم ومكانة مرموقين في عالم الأفلام. رمشت أوليفيا بعينيها : «إذاً، أنت تقولين إن فيبي أيزاك هي الشخص الذي اتصل بك؟.. شعرت كاي أن رفض المرأة الشابة ابتدأ يضعف، فحاولت الضغط عليها موضحة قضيتها : «لا تخطتي في تفكيرك . ديان هاران اختارت هذه الوكالة، لأنها تعرف أنك واحدة من عملائي) . أخذت أوليفيا نفساً طويلاً ، وقالت : «على الرغم من ذلك، أنا لا أقدر على هذا الأمر .
أخذ عقلها يطن بما قالته كاي للتو، فعلى حد علمها ريتشارد هو وكيل أعمال ديان. تلك الوظيفة هي الطعم الذي وضعته أمام ريتشارد كجزرة طوال تلك السنوات، وكأن جمالها الباهر ليس كافياً لإقناعه . - ولم لا؟ بدا الانزعاج على كاي، ولم تستطيع أولينيا في الحقيقة لومها . . بالرغم من كل شيء، فإن الصفقة المعروضة عليها هي أفضل من أي شيء آخر عرض عليها حتى الآن. لكن معرفتها بكاي لم تتجاوز بعد الثلاث سنوات، وهذه الأخيرة لا تعرف سبب انفصالها عن زوجها، فأوليفيا لم تأت على ذكر هذا الأمر أمامها . عندما هجرها ريتشارد، كانت لا تزال تعمل في المجلة النسائية التي التحقت بها بعد تخرجها من الجامعة مباشرة. زادت من تمسكها بموقفها قائلة: «أنا فقط لا أقدر على ذلك» .
عادت لتجلس أمام المكتب وهي تشعر ببعض الخوف من إحباط كاي . أضافت أوليفيا : «أنت لا تدركين ما أقوله ، لكن أنا قابلت ديان هاران من قبل، منذ عدة سنوات، ولم أشعر بالاعجاب بها أبداً» . تأوهت كاي مجيبة : «ليس من الضروري أن تشعري بالاعجاب نحوها ، . ثم توجهت عائدة إلى المكتب موضحة فكرتها : «من الواضح أن ديان لا تذكرك ، أما إذا كانت تذكرك وتدرك شعورك نحوها ، فهي لا تحمل أي ضغينة في قلبها تجاهك . كل ما تريده منك هو أن تكتبي قصة نجاحها . هي لا تبحث
عن ارتباط لمدى الحياة. ما تحتاجه هو بضعة أسابيع من وقتك . بللت أوليفيا شفتيها بلسانها ، ففكرة سفرها إلى كاليفورنيا وقضاء بضعة أسابيع، أو حتى أشهر برفقة ديان هاران هي من المحرمات لديها . شعورها نحو ديان لم يكن قلة إعجاب فقط، بل هي تشعر بالكره والاحتقار تجاهها . ألقت أوليفيا اللوم كله على ديان في التسبب بانفراط عقد زواجها . عاشت مع ريتشارد حياة سعيدة، ولطالما اعتبرهما الجميع زوجين مثاليين. فهما تعرفا على بعضهما منذ أيام دراستهما الجامعية، وعندما تقدم ريتشارد بطلب يدها للزواج، شعرت أنها تحلق في سماوات السعادة . لم تستطع وقتها أن تصدق مقدار حظها، تذكرت أوليفيا ذلك الآن مستعيدة في خيالها غيرة صديقاتها . فريتشارد هايغ كان أكثر الشباب الذين عرفتهم جاذبية، ومن القلة الذين يفوقونها طولاً. لطالما اعتبرت طول قامتها البالغ خمسة أقدام وعشر بوصات عائقاً أمامها، إلا أن ريتشارد أكد لها أنه يحب النساء الممشوقات القوام. كذلك لم يزعجه أن
جمالها عادي أو أن ذكاءها ليس خارقاً. لسبب ما وقع ريتشارد في غرامها، وهي لم تشك ولو للحظة واحدة أن أمراً ما سوف يعكر سعادتهما المطلقة . . عادت تقول وهي متأكدة من أن كاي تراقبها عن كثب : «أنا لا أستطيع القيام بهذا الأمر . أنا أشعر بالإطراء يا كاي، لكنني آسفة فعلا . هذه المهمة ليست لي . أجابتها كاي بسرعة وحسم، ضاربة بيدها على الكرسي: «أنت لم تقدمي لي حتى الآن حجة مقنعة لسبب رفضك للعرض . اللعنة، يا ليف! هذه فرصة لن تتكرر في الحياة. أنا لن أتركك تضيعينها . ترددت أوليفيا قليلاً، ثم غرقت مجدداً في كرسيها : «حسناً! أعتقد أنني أدين لك بتفسير لما يجري. أنا لا أستطيع أن أعمل مع ديان هاران بسبب الرجل الذي هي متزوجة منه) . - ريتشارد هایغ؟
خرج اسم زوجها السابق بإهمال على لسان كاي. بذلت أوليفيا جهداً لكي لا تظهر مفاجأتها ، فيما أكملت كاي : «أنت لا تحتاجين إلى القلق بشأن هذا الموضوع. مما سمعته، فإن زواجهما على شفير الهاوية» . حملقت بها أوليفيا : «أنا غير قادرة على تصديق هذا» . أجابتها كاي منهية الموضوع : «ولم لا؟ يجب عليك الاعتراف بأن هذا الزواج دام لمدة أطول من الإثنين السابقين. والآن يبدو أن هناك رجل آخر استرعى انتباهها» .
شعرت أوليفيا بالذهول فسألتها، محاولة أن يبدو اهتمامها بالموضوع عادياً : «إذاً، من تقابل ديان في هذه الأيام؟» . أسندت كاي ظهرها إلى كرسيها متنهدة بكآبة وأجابتها : «لا أدري. هذا هو سؤال المليون دولار، لكن لا بد أنه يملك شيئاً يفتقده صديقك . - صديقي؟ اختلطت الأمور على أوليفيا للحظة، فيما رمقتها كاي بنظرة متفحصة . قالت كاي بنزق : اريتشارد هايغ، الزوج الحالي لزبونتنا . إذا كنت تريدينه ، فباستطاعتك الحصول عليه. بإمكانك الوثوق بكلامي حول هذا الموضوع . انفرجت شفتا أوليفيا قليلاً . أهي شفافة إلى هذا الحد؟ تساءلت في
داخلها برعب، هل تراها فضحت نفسها وأظهرت مشاعرها بوضوح من خلال المعلومات القليلة التي أعطتها لكاي؟ أعلنت بسرعة : «أنا لا أريد الحصول عليه) . لكن كلماتها لم تبد مقنعة حتى لها ، فالحقيقة هي أنها تريده ، ولطالما أرادت الحصول عليه . أجابت كاي بحزم، موضحة أنها قالت ما فيه الكفاية : «حسناً! هذا الأمر يعود إليك، لكنني أريد أن أنصحك وبجدية بألا ترفضي هذا العرض، فأنا لا أعتقد أنك تدركين مدى التأثير الذي يمكن أن يحدثه ، ليس فقط على الجمهور بل على مهنتك . الله وحده يعلم أنك ستصبحين في موقع يخولك الحصول على
أي عدد تريدينه من العقود بعد ذلك، . أخفضت أوليفيا نظرها إلى يديها المتشابكتين في حضنها، وعنفت نفسها بقوة مصرة على أنها لا تستطيع القيام بهذه المهمة مهما بلغت الاغراءات التي تقدمها كاي لها . إنها لا تستطيع أن تعمل مع ديان هاران من دون أن تعرف ما الذي فعلته ديان مع ريتشارد. إذا ما كان ريتشارد بحاجة إليها ، فهو يعرف أين يستطيع إيجادها . ليس عليها أن تذهب وتبحث عنه لمواساته . لكن، ماذا لو أن ريتشارد يشعر بالإذلال بعد ما جرى بينهما؟ همس صوت داخلي صغير في أذنها . ماذا لو كان نادماً على انفصالهما، ويشعر بالخجل من تصرفاته معها، ما يمنعه من معاودة الاتصال بها؟
تذكرت أن كاي تنتظرها لقول أي شيء، فطرحت عليها أول سؤال خطر لها: «لم علي الذهاب إلى كاليفورنيا؟ ألا تعيش ديان في إنكلترا؟» . أجابتها كاي على الفور : «أعرف أن لديها منزلاً في انكلترا وآخر في الولايات المتحدة. آه! كذلك هي " تملك فيلا في جنوب فرنسا، لكن بما أن معظم أفلامها تصور في الولايات المتحدة، أعتقد أن العيش هناك يناسبها أكثر .
بدا من الصعب على أوليفيا أن تتخيل كيف يمكن لأحدهم أن يعيش متمتعاً بهذا الثراء. لا بد أن ديان استصعبت هذا الأمر أيضاً، على الأقل في البداية، فديان أمضت أول خمسة عشر عاماً من عمرها في شقة في مجمع محلي يقع في ضواحي لندن الشرقية النائية . علقت كاي، وكأنها متأكدة من موافقة أوليفيا على الطلب : «سوف يتعين عليك القيام ببعض الأبحاث هنا . عائلتها انتقلت من بيرموندساي، والفضل يعود طبعاً لكرم ديان . لكنني أتوقع وجود بعض الأشخاص الذين يتذكرونها كطفلة، من أصدقاء مدرسة وجيران وغيرهم . . . . رمقت أوليفيا المرأة الأخرى باستياء : «أنا أعرف ما يجب علي فعله للقيام ببحث عن خلفية الموضوع . علقت أوليفيا بهذه الكلمات متمنية لو أن كاي تتوقف عن الحديث عن
هذا الموضوع، لكن ما تمنته أكثر هو لو أن ديان لم تقدم هذا العرض أصلاً ، ولم تشعل في داخلها تلك الشرارة من الإثارة بسبب احتمال رؤيتها لريتشارد ثانية . استقامت كاي في جلستها، وأخذت تراقب أوليفيا من قرب . سألتها وهي منحنية فوق المكتب : «هل يعني قولك هذا أنك تفكرين في الموافقة على العرض؟» . الشقة عادت عادت أوليفيا إلى شقتها في وقت متأخر من بعد ظهر ذلك اليوم. تلك الشقة التي تقع في الطابق الأعلى لمبنى فيكتوري قديم، والتي اعتبرتها أوليفيا منزلها وملجأها والمكان الذي وجدت فيه الملاذ، بعد طلاقها من ريتشارد . قبل طلاقها كانت تعيش وريتشارد في منزل جميل، في تشيترويك. لكن بعد الطلاق، لم تقدر على تحمل تكاليف الاحتفاظ بالمنزل. لذلك انتقلت إلى هذه الشقة الكتيبة في كينسنغتون، وعملت خلال السنوات الماضية على تحويل
غرفها الصغيرة وممراتها الضيقة إلى مكان يشع بالضوء والجمال . حالما فتحت أوليفيا باب الشقة، أتى هنري ليلاقيها. أخذ يمرغ وجهه بساقيها مظهراً شدة اشتياقه إليها، لكن ذلك لم يخدع أوليفيا . أدركت أنه يشعر بالجوع، وهو يعمل على تذكيرها بأن وقت طعامه قد حان. لأول مرة منذ لحظة مغادرتها لمكتب كاي، افترت شفتا أوليفيا عن ابتسامة . رائحة المطبخ العابقة بروائح النباتات والأعشاب التي واظبت أوليفيا على زراعتها أعادت الطمأنينة إلى قلبها. وبالرغم من السماء الملبدة بالغيوم خارج المطبخ، إلا أنه بدا مضيئاً وآمناً من رياح آذار الباردة .
بعد أن انتهت أوليفيا من تحضير طعام هنري ، ملأت إبريقاً بالماء ووضعته على النار ليغلي. سوف تتناول طعامها لاحقاً، لكنها الآن تستحق كوباً دافئاً من الشاي. ابتدأت بوضع الأغراض التي اشترتها في أماكنها ، محاولة إبعاد تفكيرها عن ديان هاران وعرض العمل الذي قدمته لها. هذا المكان هو منزلها، وهي لا تريد أن تلطخه بأفكارها عن عشيقة زوجها السابق

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع