الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

من هنا تشرق الشمس
A Woman Worth Loving

الكاتبة : جاكي براون
------------
الملخص
------------
لطالما كانت أودرا كونلان امرأة لعوباً، طائشة، تتبع نزواتها، إلى أن منحها القدر فرصة لتغيير اسلوب حياتها، هذه الحياة التي أوصلتها إلى حافة الموت.أقسمت أنها هذه المرة سوف تتوب حقاً وتعود إلى أحضان أسرتها التي نبذتها، وسوف تتجنّب الرجال!.حتى لو كانوا مثل سيث ريدلي الذي يملك ابتسامة جذابة ووسامة تدعوها إلى الوقوع في حبه بقوة ودون إبطاء!وجدت أودرا نفسها بين نارين، الماضي السيّء الذي ما زال يلاحقها، والمستقبل الغامض مع رجل خطر مريب يتلاعب بقلبها. فأي نار ستختار؟وإلى متى ستظل تدفع ثمن أخطاء ماضيها؟
--------------------
الفصل الأول : المنقذ
--------------------
أطبقت يدان ضخمتان على عنقها، وراح إبهامان قويان يضغطان بشدة على قصبتها الهوائية ليقطعا عنها الهواء . لقد غيرت أسلوب تعاما منها مما في تلك اللحظات، انتابت مشاعر الندم أودرا بسبب الطريقة التي عاشت بها حياتها حتى الآن، ولم تعد التبريرات التي قدمتها في ما مضى لتصرفاتها السيئة مقبولة حتى منها نفسها . ليس الأمر عادلاً! ترسخت هذه الفكرة في ذهنها عندما بدأت قدرتها على الرؤية تتلاشی .
في الواقع . . . ولو بحذر. ربما يفسّر هذا بما هو أحدث عناوين تلك الصحيفة الصغيرة التي ما زالت تصفها بالمرأة «الباحثة عن الذهب». لم يرق لأودرا هذا اللقب مع أنها لقبت من قبل أسوأ، فهي بالرغم من كل ما قيل عنها تزوجت بدافع الحب والحماية العاطفية. لم يكن الغني ما جذبها إلى أي من أزواجها بمن فيهم زوجها السابق هنري دايتون وينفلد الثالث. كان هنري لطيفاً غير متطلب وأميناً أيضاً، صممت أودرا على إنجاح هذا الزواج بغض النظر عن الفارق في عمريهما، فقد قررت ألا تفشل هذه المرة. لن ينتهي الزواج الثالث بالفشل كالزواجين السابقين اللذين تركاها محطمة، وتركا قلبها خاوياً كقشرة ثمرة مجوفة - كاذبة. . مخادعة. . استغلالية! بصق الرجل وهو يضغط على حنجرتها
لم تستطع أودرا مقاومة كلماته. أليس من السخرية أنها لم تكلف نفسها عناء الدفاع عن نفسها حين كان باستطاعتها ذلك؟ لم تهتم أودرا يوماً بما يقوله الناس عنها أو بما يصفونها به ما داموا يلفظون اسمها بطريقة صحيحة، فهي تعرف أن روحها طيبة على الرغم من أن قراء الصحيفة قد لا يوافقونها الرأي. منذ زواجها الأخير بالتحديد، بدأت تتخذ خطوات لإعادة بناء حياتها بطريقة صحيحة وتعديل أسلوب الأنانية الذي اندمجت فيه منذ قدومها إلى هوليوود. بالطبع، هي ليست الأم تيريزا، إلا أنها أحست بالكثير من الاكتفاء والرضى عن الذات حين
شاركت في أعمال إحسان مخصصة للأطفال في السنوات الأخيرة . عملت بعيداً عن الأضواء كي لا يتهمها أحدهم بإفساد ما هو فاسد أصلاً، وذلك في محاولة منها لإنقاذ عملها المتراجع في مجال التمثيل . في الوقت الذي نعتتها الصحيفة فيه بالمرأة الباحثة عن الذهب، وفيما الرجل الذي يحاول قتلها يراها كذلك أيضاً، أخذت أودرا موعداً من محاميها بعد ظهر ذلك النهار كي تعدل وصية زوجها، فيرث ورثاؤه الشرعيون الملكية الكبيرة التي تركها خلفه . إنها ليست بحاجة إلى المال، كما أنها ليست طامعة بالمزيد منه . لقد جنت ثروة لا بأس بها بفضل بعض الاستثمارات الذكية، إلا أنها ما زالت تتفهم نظرة الناس إليها . أولئك الذين لا يعرفونها، والذين يقرأون عنها في الصحف الصغيرة فحسب، والذين يعتقدون أنها تستحق الرجم بالحجارة .
ما إن أوشكت أودرا على فقدان وعيها، تراءت لها السنوات الثلاثون الماضية كأنها فيلم تلفزيوني رديء . بدا هذا الأمر مزعجاً لكنه في محله ، فهي لم تتمكن من صنع اسم لنفسها في هوليوود، على الأقل ليس اسماً يتردد في أوساط الطبقة الراقية . لطالما سببت لنفسها الكثير من المشاكل وأوجاع الرأس والمرارة والحنق . اعترفت لنفسها بذلك بصدق في اللحظة التي شعرت فيها
أنها على شفير الموت، فهذا بالضبط هو الوضع الذي وجدت نفسها فيه في تلك اللحظة. لقد وصلت إلى أبعد حدود ممكنة ما جعلها تتعرض للازدراء والإهانة المطلقة . من جهة أخرى، شعرت أنه كانت لديها أسباب وجيهة لتكون طفلة شرسة ومراهقة عصبية، ثم راشدة تعيش بطريقة معينة تجعلها مادة دسمة لتلك الصحيفة الأسبوعية. مؤخراً لم تعد هذه الأسباب تهمها مطلقاً ، ربما لأنها أدركت أخيراً أنها لن تعفيها من المسؤولية أو توصلها إلى نهايات سعيدة .
يحصد المرء ما يزرع! لطالما سمعت أودرا هذه المقولة خلال فترات نموها. مع ذلك، تطلب الأمر منها وقتاً طويلاً لتفهم حقيقة هذه الكلمات البسيطة وتتقبلها . فات الأوان الآن لتكمل عملية التغيير التي بدأت بها . يقال إن المرء يسير بقدميه إلى حتفه، وها هو جلادها الآن يمسك عنقها بيديه، وقبضته تشتد مع مرور كل دقيقة . اشتد الضغط على عنقها أكثر فأكثر . آه! لا أريد أن أموت!
على الرغم من ترسخ هذه الفكرة المرعبة في رأسها، فقد تحضرت للأمر المحتوم، وراحت تطلب السماح من الله الذي تعرفت عليه منذ فترة ليست بعيدة . تمنت أن يسامحها كل الناس الذين أخطأت بحقهم على مرّ السنين، وعلى رأسهم أختها . أنا آسفة جداً ! لمعت الكلمات في رأسها، ولم تقدر إلا أن تمررها على شفتيها اللاهثتين. استسلمت للسواد المحيط بعينيها، وعرفت أن اعتذارها جاء متأخراً جداً، تماماً كما هو طلبها لاحترام ذاتها . من خلال العدسة المقربة لآلة التصوير الرقمية، رأى سيث ريدلي المرأة الشقراء تفتح الباب لابن زوجها
يا لها من مفاجأة! إنهما من العمر نفسه تقريباً. لكن على كل حال، أودرا كونلان هوارد ستوفر وينفلد ليست من الأشخاص الذين يراعون الأعراف والتقاليد . مي قليلات هن النساء اللواتي يستطعن تحمل انتعال حذاء ذي كعبين أحمرين مستدقي الرأسين يبلغ ارتفاعهما أربع إنشات، أما فاستطاعت تحمل ذلك بمقدرة كبيرة. ابتلع ريقه بصعوبة. التفسير البسيط لقصر تنورتها التي تصل إلى أعلى ساقيها هو أن تبقي خيال الرجل مشغولاً بها وشوقه إليها في أوجه. كانت ترتدي قميصاً بيضاء رغم أنها أبعد ما تكون عن البراءة، وهي منخفضة عند الرقبة، توحي بأكثر مما تظهر .
بدت أودرا غاية في الجاذبية، فلم يستطع منع نفسه من إطلاق صفير بصوت منخفض وهو يأخذ لها بضع لقطات . تبدو بعض النساء رخيصات بثياب كهذه، لكن سيث أدرك منذ أن بدأ يلتقط لها الصور قبل سنوات أن المرأة التي لقبتها الصحف بأودي المشاغبة ليست رخيصة أو سهلة . أودرا امرأة ذكية، مجتهدة وذات تفكير عميق . هذا ما أظهره زواجها الثالث من هنري دايتون وينفلد، رجل الأعمال القوي الستيني، الذي جاءت وفاته فجأة من دون توقع بكل المقاييس . . بل هي ذات جمال مذهل . أودرا جميلة جداً .
تخلص سيث من انشغاله بالنظر إلى أودرا، وقد أزعجه ذلك الشعور القوي بالانجذاب نحوها، والذي يصيبه دائماً حين يراها. عليه أن يقوم بعمله وينجز مهمته بنجاح، لهذا السبب فقط هو يجثم منتظراً خارج منزلها وآلة التصوير بيده . الصور تخبر القصة! لطالما آمن سيث بهذا، فصور أودرا تخبر عن حياة زاخرة على الرغم من أنها بدت في الآونة الأخيرة واهنة ومتعبة. تعلمت هذه النجمة الشهيرة التي لا يرغب سيث بتسميتها ممثلة كيفية التعامل مع ملاحقة
المصورين لها، حيث سادت روح الرفقة الطيبة بينها وبينهم بطريقة متناغمة وتوقيت مثالي. على الرغم من أن سيث كان يقف دائماً خلف حشود المصورين مع قبعة ملتصقة بجبينه، لكنه اضطر إلى الاعتراف بمهارة أودرا، فهي تعرف كيف تنظر وكيف تقف. كان هدفه بالطبع أن يلتقط لها صوراً حين لا تكون مبتسمة أو مستعدة في وضعية محددة. لم يكن يريد التقاط صور تمثل فيها بطريقتها المحببة الرائعة، بل يريد صوراً عفوية . . كهذه الصور الآن . . . للقاء السري بين أودرا وهنري الرابع، شعر كأنه متلصص مسترقاً النظر إليهما. بالطبع، سبق أن أطلقت عليه ألقاب التقط سيث بضع صور هذا، لاسيما أنه بات أحد الذين يلاحقون المشاهير . عندما غير أسوأ من سيث مهنته من مصور صحفي جدي إلى مصور في صحيفة صغيرة أحس بالقرف من نفسه، حتى إن ذلك أوجعه بالمعنى الحرفي للكلمة. أما الآن
فقد هدأ من روع نفسه، وطمأنها إلى أنه ليس من هؤلاء على الإطلاق . يملك سيث أسباباً وجيهة تدفعه كي يفعل ما يفعله، تفوق بكثير الأسباب المادية. إنها أسباب شخصية رفعت من دون شك مهنته الجديدة إلى مستوى مهنة سامية. وصف أحد المحررين في صحيفة لها سيث الصور التي يلتقطها، ملاحقته الفظة لأودرا بأنها حملة تدمير. أحب سيث هذه التسمية، فهو مستعد إلى التضحية بأي شيء... بكل شيء ليتخلص من الألم الذي عاشه في العامين الماضيين، وليمحو السبب المدمر الذي دعاه إلى القيام بما يقوم به . في الواقع، كان الأسى مشجعه الفعال ودافعه الأقوى. رفض سيث التصديق بأن ما يفعله هو في الحقيقة أمر جائر .
يا له من محظوظ! لقد تركت أودرا ستائر غرفة الجلوس مفتوحة. ومع إضاءة المصابيح وتوقد النار المتوهجة في الموقد، بدا المنظر دافئاً خصوصاً أن الليل دامس في الخارج. بدا التصوير سهلاً بفضل العدسة الفعالة لآلة التصوير المتطورة من ماركة نايكون

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع