الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

من يجرؤ على الشوق
The Jet-Set Seduction

الكاتبة : ساندرا فيلد
------------------------
الملخص
------------
منذ اللحظة التي وقعت فيها عينا سليد كاروتروس على كيلي شاردن الرائعة، أدرك أن عليه أن يحصل عليها. ولكن كان لكيلي سمعة سيئة، ولم يكن سليد الرجل الذي يحب أن يشاركه أحد فتاته.لم تكن كيلي الفتاة الرخيصة كما يعتقد الجميع. لكنها أمضت حياتها تعبث بالرجال إلى أقصى حدّ، وذلك كي تجنّب نفسها تحطّم القلب.ولكنها الآن على وشك أن تقع في شباك صيّاد خطير.وهكذا هربت في رحلة حول العالم. مونت كارلو كوبنهاغن..باريس..نيويورك. لكن سليد كان على قدر التحدي. فإلى متى تستطيعين الهرب يا كيلي؟
--------------------------
الفصل الأول : أتكرهين الرجال
--------------------------
إنها حفلة في حديقة . . . وهذا ليس ما اعتاده . استقر سليد كاروثرس في زاوية من الحديقة تظلله نخلة فيما تسنده شجرة كاليفورنية المنشأ. كانت الشمس مشرقة طبعاً، وهل بإمكانها ألا تكون حفلة السيدة هايوارد السنوية الثالثة؟ كذلك إنه بمفرده، بحسب رغبته . لقد أمضى فترة طويلة بين النساء في الداخل، ولعل الضجر تملكه من للعبة المطاردة القديمة كالزمن تلك. مضت عليه فترة طويلة لم يتعرف فيها إلى امرأة جذبته إلى حد دفعه إلى التخلي عن وضعه الحالي الموحش . التفت من حوله بشكل عفوي. كان ضيوف بيل هایوارد مزيجاً غريباً من ذوي الثراء الفاحش، وأبناء العائلات العريقة، والفنانين الجوالين .
كن كل واحد منهم كان يعرف القواعد : بدلات وربطات عنق للرجال، رفساتين وقبعات للسيدات. كان الرجلان الضخمان اللذان يقفان عند لبوابة الحديدية يمنعان من الدخول كل من لا يرتدي ملابساً رسمية، رقد رفضا السماح بدخول رسام شهير لأنه يلبس سروالاً ملطخاً، وريثة ترتدي سروالاً مرصعاً بالجواهر! أخذ سليد يفكر في هذا كله تسلية. كانت بذلته الصيفية مخاطة باليد، وحذاءه من الجلد الإيطالي، كما أن قميصه وربطة عنقه من الحرير، حتى أنه تمكن بشكل ما من سريح شعره المتمرد . مرت أمامه امرأة شابة، كان رأسها منحنياً وهي تصغي إلى امرأة سنة، مألوفة لديه، ترتدي ثوباً بنفسجي اللون يبدو وكأنها أخرجته
لتوها من المخزن. وتذكر أنه تعرف إليها هنا العام الماضي. إنها ماغي وارو. هذا هو اسمها، صاحبة اللسان السليط كحد السيف . أما المرأة الشابة فخرقت اثنتين من القواعد المفروضة، فهي لا تعتمر قبعة، كما أنها ترتدي قميصاً واسعاً فوق سروال فضفاض. كانت خصلات شعرها الحمراء الثائرة تتوهج كاللهب في أشعة الشمس . ترك سليد مكانه تحت النخلة وتقدم منهما بابتسامة معرفة، وقد تسارعت خفقات قلبه بشكل لم يعجبه . عندما اقترب منهما رأى عينيها الواسعتين المكحلتين اللتين يعلوهما حاجباها المقوسان الأنيقان، كما لاحظ فيها الشهواني وذقنها الحازمة التي أضافت ميزة إلى وجهها المشحون بالذكاء العاطفي .
والبالغ الرقة، بحسب رأيه! فلن يحب أي كان أن يمضي فترة العصر مع عجوز وقحة في التسعين من عمرها، تنبعث منها رائحة الدواء المضاد للعث. وفجأة، ردت الفتاة الشابة رأسها إلى الخلف ضاحكة، وكانت ضحكة رنانة اخترقت إحساس سليد فيما راح شعرها المتموج فوق كتفيها يتلألأ في الضوء . جمد مكانه وتعرقت راحتاه، فيما أخذ قلبه يخفق بشدة. كيف ينجذب إلى هذا الحد إلى فتاة لا يعرف حتى اسمها؟ يبدو أن أشهر تنسكه الطويلة انتهت . . . سيموت إذا لم يتعرف إليها ! من أين جاءت مثل هذه الفكرة؟ وحمل نفسه على الهدوء. إنها مجرد شهوة... شهوة قديمة . وكأنها شعرت بقوة تحديقه إليها فنظرت إليه، وإذا بابتسامتها تذوي لتحل مكانها نظرة حائرة وقالت: «هل من خطأ ما؟ هل يفترض أنني أعرفك؟» . كان صوتها بالغ الرقة والحلاوة، وفيه لكنة. وأجاب: «لا أعتقد أنه
سبق لنا التعارف. مرحباً يا سيدة يارو. تبدو عليك الصحة والنشاط» . أطلقت المرأة العجوز ضحكة متقطعة: «حذار من هذا الرجل، يا فتاة. إنه أغنى منك بكثير، وهو أحد أصحاب بيل المفضلين» . فقال سليد: «لماذا لا تعرفينتي إليها، على أي حال؟» . - فليقدم كل منكما نفسه للآخر . أنتما تبدوان مثالاً للجمال، ولأناقة سكان كاليفورنيا . أنا بحاجة إلى شراب . أخفض سليد رأسه عندما رفعت عصاها الأبنوسية لتلفت انتباه النادل. وبعد أن اختطفت كأساً من فوق صينيته سارت إلى حيث تقف مضيفتها .
حاول سليد ألا يضحك وهو يعود فينظر إلى تينك العينين الرائعتين، ويقول: «أنا لست من كاليفورنيا، وأنت؟» . فأجابت وهي تمد يدها مصافحة: «لا . . . اسمي كيلي كاردين» . كانت أصابعها نحيلة، لكن قبضتها تعكس ثقة بالنفس. لطالما اهتم سليد بتأثير المصافحة. فتح فمه لينطق بكلام مهذب ذكي، لكنه وجد نفسه يقول: «أنت أجمل امرأة رأيتها» . جذبت يدها من يده وقد تملكها الذعر بعد أن شعرت بالمشاعر تجتاحها، وبكل عصب فيها يتنبه . وخطر لها أن هذا رجل خطر فهو ليس كالرجال الذين اعتادت التعرف إليهم، بل بعيد كل البعد عنهم . أخذت نفساً عميقاً، ثم قالت بمرح: «قرأت مؤخراً مقالاً يقول إن الجمال أساسه التناغم والتناسق. لذا أنت تمدحني فقط لأن أنفي ليس مقوساً أو بشعاً أو لأنني لا أعاني من حول أو جحوظ في العينين» . لن يتوقف لأنه يريد هذه الفتاة، فقال: «بل أقول إن عينيك أشبه بالبحر في الصيف حين يجرف أسراب السمك، وإن شعرك يتألق كالجمر على شاطئ البحر . طرفت بعينيها : «هذا شعر. أنت تدهشني يا كاروترس» . - ناديني سليد . ولا أتصور أنني أول رجل يخبرك عن مدى جمالك
- أتعني أنني لست كاملة؟ والآن، إن وجهك أكثر قوة من أن يوصف بالوسامة. نعم، إنه مسيطر، لكنه خشن للغاية . وبادلته ابتسامته بابتسامة تفيض سخرية، وهي تتابع: «شعرك بلون خشب الماهوغني البني المائل إلى الحمرة، وعيناك بلون البحر الأزرق في آخر ليالي الصيف، بزرقة منتصف الليل الرائعة تلك.. - أنت تخجلينني . فقالت بنبرة لاذعة: «لا أتصور أنني أول امرأة تخبرك عن مدى جاذبيتك المدهشة) . فقال: «أتعلمين؟ إن جلدك يلمع كاللؤلؤ داخل الصدفة» . كان يجاهد كيلا ترتفع يده ليلامس خدها الناعم كالعاج ثم أضاف : «إعجابنا متبادل، أليس كذلك؟» .
رأت أن الوقت حان لقول الحقيقة : «من العنق فصاعداً . لن أقترب من جسمك. تخلى عن التحفظ في نظراته وأخذ يتأملها من رأسها حتى أخمص قدميها، من صدرها إلى خصرها المغري ووركيها وفخذيها. كانت تنتعل حذاء خفيفاً مرصعاً، عالي الكعبين إلى درجة كبيرة، وكانت تنضح إغراء ما جعله يشعر بأنه يوشك على الانفجار. فقال وهو ينظر حوله في أنحاء الحديقة المزدحمة : «هذه حكمة منك نظراً للظروف الراهنة» . فقالت: «كنت أعني أنني لا أرغب في أن أقترب منك» . - هل تخشين ذلك؟ - نعم . كاد يختنق بضحكته : «أنت صادقة في كلامك، وأشهد لك بذلك» . فقالت بابتسامة غامضة : «من أي بلد أنت، يا سليد؟» أجاب متقبلاً تغييرها للموضوع : «من مانهاتان. وأنت؟» . - من ميلانو . - ألهذا لهجتك إيطالية؟
- ليس تماماً. لقد نشأت في فرنسا وأسبانيا . - ما الذي جاء بك إلى هنا ؟ - جئت بدعوة . لم يرضه هذا الجواب، فنظر إلى سروالها الحريري: «قوانين بيل راسخة . فقالت برزانة : «لقد وصلت باكراً وغيرت ملابسي في المنزل» . - أنت تعرفين بيل جيداً إذن! - لم أعرفها قبل الأمس، وكذلك ماغي يارو. كم تبلغ ثروتك بالضبط، یا سلید کاروترس؟ واتسعت عيناها : «آه، کاروترس... ليس كاروترس صاحب الشركات التجارية، والذي يقوم بأبحاث لحماية البيئة بواسطة مصادر الطاقة؟» .
- بل هو نفسه . عادت تسأله بحماسة صادقة ناسية أنه لا يمثل سوى الخطر. طرحت عليه أسئلة حادة ذكية فأجاب عليها، وتناقشا لعشر دقائق في تلوث الجو والنظام الشمسي . ورغم اهتمامها واطلاعها، عاد إلى الأمور الشخصية، فسألها : «كم ستمكثين في هذه المنطقة؟ يمكنني أن أريك المشروع الذي ننشؤه خارج لوس أنجلس . - ليس إلى الحد الذي يكفي لذلك . لدي منزل في فلورنسا . فقالت باسمة : «أمضيت وقتاً قصيراً جداً في إيطاليا» . لا يمكنه أن يدعوها على العشاء الليلة، فقد اعتاد أن يتناول العشاء مع
بيل بعد حفلة الحديقة لتتمكن من استخلاص آخر الشائعات . قال: «أدعوك لتناول العشاء مساء الغدا . فقالت: «لن يكون لدي وقت» .

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع