الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

لن أعيش في ظلك
A Mother In A Million

الكاتبة : ميليسا جايمس
-------------------
الملخص
------------
عندما تعرفت جنيفر الى جارها الجديد نواه كان يتخبط محاولا لعب دور الاب والام معا لأولاده الثلاثة ولم تستطيع جنيفر ان تحل محل الام التي اختفت منذ عدة سنوات ولكنها حاولت ان تدخل بعض البهجة والحب الى قلب هذه العائلة المسكينة وان تساعدهم على تخطي خسارتهم . فجأة تقدم نواه بطلب الزواج منها . فهل فعل ذلك بدافع من شعوره بالحب أم لأنه يحتاج أما لأولاده ؟وماذا سيحدث لعلاقتهما عندما ينكشف سر اختفاء الام ؟
--------------------------------
الفصل الأول : الجارة الجديدة
--------------------------------
هينشليف شمال نيو ساوث وايلز، أستراليا .
- كلا، أيها الشقي تيمي، أعده لرودي . - حاول ذلك أيها الخاسر . - سأخبر والدي، أيها الولد السيء. فقال الولد الأكبر سناً بلهجة مغيظة : «هيا أخبره، لنرى إن كان يهتم ، هذا إن سمعك أصلا. تنهدت جنيفر مارش ووضعت الغطاء الذي تخيطه على حضنها. ها هم أولاد عائلة الجيران يتشاجرون مجدداً. لم يمض على انتقالهم إلى الحي سوى أسبوع واحد وهي لم تسمعهم سوى يصرخون ويتقاتلون. اجتازت السياج الفاصل بينهما أربع مرات لتتعرف إليهم، لكنها كانت تعود في كل مرة بصمت بعد سماع أصواتهم ومشاجراتهم . كانت تعيش في قرية صغيرة، ويمكنها معرفة كل ما تريده عنهم، لكن مع كل ما عانته هي
نفسها في الماضي من وشوشات وكلام، فضلت الانطواء على نفسها وانتظار الجيران كي يأتوا ويعرفوا عن أنفسهم وقد انتظرت حتى الآن سدى. لعلهم ليسوا من الأشخاص الذين يحبون الاختلاط بالجيران. لكن الأولاد على الأقل لا يتمتعون بمثل هذا الإحساس بالخصوصية فالسياج الفاصل بينهما هو المكان المفضل لحصول المشاجرات . ناداها صوت داخلي عميق قائلاً إن عليها التدخل عاجلا أم آجلاً ، صوت غريب لا يحمل أي مرارة أو استسلام إنما شيء ما بينهما . بدا الأمر أشبه بما قاله مارك آخر مرة قبل أن يرحل. ألم يقل لها : لا أصدق أنك
انتظرت أسبوعاً كاملاً قبل أن تتدخلي للمساعدة. وسمعت بوليانا تقول مجدداً : هيا اذهبي واجعلي حياة الجميع أفضل. أليس هذا سبب انتقالك إلى هنا ؟ لتنظمي حياة العم جو بعد أن توفيت العمة جين؟ کفی! كفاها محاربة الأشباح . يمكن لمارك أن يفكر بما يشاء وهو يفعل ذلك بأي حال. وإن أنت إلى هنا لتساعد العم جو على تخطي حزنه بعد مأساة فقدانه لجين فقد فعلت ذلك حتى تهرب من الشعور بالشفقة وتهرب من أخواتها المحاطات بأولاد معافين . . . أتى صوت الولد المرتعش ليقطع حبل أفكارها : «بل أبي يهتم!» . كان الصوت يقطع القلب تماماً كصوت كودي . . . لابد أنه في الثالثة من عمره تقريباً بعمر كودي حينذاك .
كان يمكن أن يلعبا معاً علماً أن كودي لو بقي لبلغ الآن الخامسة من العمر. وازدادت حدة الغصة المعتادة في حلقها واغرورقت عيناها بالدموع ، لكنها أخذت نفساً عميقاً عازمة على أن تستعيد هدوءها. كفاها بكاء! سوف تفتقد كودي حتى آخر رمق من حياتها، وسوف تفتقد دورها كأم لبقية حياتها أيضاً، لكنها اكتفت عذاباً وبكاء . . . - بلى يا رودي أبي يهتم . انتزعها الصوت الحزين المثقل بالتعب والأسى من رارة وعملية الشفاء البطيء . لكن نكا الجراح ليس شفاة يا جين، افهمي هذا الن پو قال الرجل بلهجة قلقة : «أنا أخجل بك يا تيموثي برانيجان، أتغيظ ولداً بعمر الثالثة؟ لقد طلبت منك الاهتمام بأخيك الصغير لنصف ساعة بينما أضع إعلاناً للعمل. لماذا سرقت غطاءه؟» . وقبل أن تدرك ما تفعله، وقفت جنيفر قرب النافذة تراقب من خلف الستائر. عليها أن تهتم بشؤونها الخاصة ... لكن فرص التسلية ليست متوفرة أينما كان، فهذه بلدة قديمة معزولة عن الحضارة، لا يوجد فيها أي جدید
إنها تسكن في أحد المنزلين القائمين على التلة المطلة على البحر. منزلان توأمان قديمان تكسوهما الأعشاب المعربشة ويبعدان خمسمئة متر عن الشاطئ وثلاث كيلومترات عن وسط البلدة، مكان معزول بما يكفي للاستمتاع بالسكينة والهدوء، ورائع بما يكفي لملء الروح بالجمال . قال الولد بصوت مرتعش وهو ينظر إلى أبيه : «لم أسرقه . كان يضعه في فمه، وهذا أمر مخز يا أبي. رائحته بانت مقرفة، انظر إلى . . . . . رد الرجل الطويل البني الشعر، بصوت عميق أجش وهو يضع يده على كتف الولد: «قد يكون الأمر مخزياً بالنسبة إليك يا تيم، لكن رودي ليس سوى ولد صغير. والآن أعده فسوف أغسله غداً مع بقية الغسيل» . وانحنى نحو الغطاء موضوع النزاع قائلاً : «إنه مقرف فعلاً، أليس كذلك؟ سوف أغسله غداً».
أجاب الطفل بنبرة المنتصر : «أجل تيمي. إذا أعد غطاء رودي! » . - هيا خذه وامرض الليلة فهذا لا يهمني. انفجر الولد الصغير بالبكاء حين جره أخوه الكبير مع الغطاء على الأرض وقال : «أبي، تيمي شرير) . سكتت تأوهات الولد المسكين حين رفعه الوالد بين ذراعيه وهو يقول بقلق واضح: «تيم، اذهب إلى غرفتك وابق هناك لربع ساعة» . - ومن يكترث؟ ليس هناك ما نفعله بأي حال! أنا أكره المكان! أكرهه ! ضرب الولد ذو السنوات السبع أو الثماني الأرض بقدميه وهو يسرع نزولاً إلى حيث يلعب الأولاد ودفن الرجل وجهه في شعر ولده الكث فيما أحاطته ذراعا الصغير تربتان على كتفيه وكأنهما تواسيانه . كانت جنيفر تتألم من وراء النافذة وهي تراقب المشهد. يا لهما من ولدين مسكينين ووالد مسكين! بدا تعباً بقدر ولديه . وتساءلت أين والدتهما؟ ثم أليس لديه فتاة؟ أدركت أنها شاهدت بضع مرات بنتاً متشابكة الشعر تتجول في المكان بشعرها الذهبي وعينيها الزرقاوين
وفجأة، تعالى صوت حفيف من مكان ما فوق رأس جنيفر ، تبعه صوت أقوى . التفتت ورفعت رأسها إلى الأعلى. كانت الفتاة ذات الشعر المتشابك على إحدى الأشجار في حديقة جنيفر، وإبهامها المتسخ في فمها وعيناها الزرقاوان المتسعتان اللامعتان تحدقان في جنيفر . سرت فتاة في الخامسة من عمرها على شجرة علوها خمسة عشر قدماً . رعشة رعب في قلب جنيفر فهي لا تستطيع التسلق . لطالما كانت الفتاة الصغيرة الناعمة التي لم تسبب أي قلق لأهلها. كانوا يعرفون دوماً مكان وجودها وماذا تفعل فهي أصغر أخوتها الأربع ومحط اهتمام أمها الدائم . أين والدة الطفلة؟ كان عليها أن تفعل شيئاً ما . . . ابتسمت للفتاة متمنية ألا يظهر مدى رعبها في عينيها وقالت : «مرحباً» . وتابعت : «أدعى جنيفر» . انقبضت عضلات فم الفتاة على إصبعها، كانت تمصه بغضب طفل يخاف الغرباء .
قالت وهي تتسلق النافذة وتخرج باتجاه الفتاة : «إنها سجره جميلة، أليس كذلك؟ . لم يكن لديها أدنى فكرة عما عليها أن تفعله في اللحظة الراهنة، لكن عليها أن تتكلم، أن تتواصل مع الطفلة لتنزلها : «إنها الشجرة المفضلة لدي في الحديقة . لم تتلق أي إجابة . التفتت تنظر إلى الأعلى باتجاه الغصن . الطفلة صغيرة جداً والشجرة باسقة جداً . . . سألتها : «ما اسمك؟» وقد بدأت تشعر باليأس . كانت عينا الطفلة مغرورقتين بالدموع. ماذا لو غشي نظرها؟ ماذا لو أحست بالرعب في الأعلى؟ يا إلهي، لن تحتمل الذهاب إلى المستشفى مجدداً في
سيارة إسعاف مع طفل يحتضر . صرخت فجأة وقد تذكرت مخزن الكعك الصغير في البراد، مخزن الجوائز والأطايب التي تحتفظ بها للأولاد الذين تعتني بهم أربعة أيام في الأسبوع : «أترغبين بتناول كعكة؟ أستطيع أن أعطيك المقرمشات مع الشوكولا الذائبة» . أشرق وجـه الـفـنـاة وهـي تـهـمـس وكـأنهـا تـبـوح بـسر: «أنـا أحـب : الشوكولا!». _ أخبرتها جنيفر وهي تشعر وكأنها حققت انتصاراً عظيماً : «لدي حليب أيضاً . - شوكولا بالحليب؟ . لم تستطع أن تمنع نفسها عن الضحك وهي تقول : «أستطيع أن أحضر الشوكولا بالحليب على شرفك) . وأضافت وهي تفكر بمخزن آخر من الآيس كريم : «ما رأيك بهذا؟ هل يستحق أن تنزلي من أعلى الشجرة من أجله؟» . قالت الفتاة بصوت مبحوح : «قلت كعكاً. فهل تحضرين لي كعكة كبيرة بالشوكولا؟» . سألتها جنيفر مبتسمة: «هل تحبين الشوكولا فعلاً؟ أجل سأحضر لك كعكات ضخمة مع الكثير من رقائق الشوكولا» . كان الكعك مع رقائق الشوكولا من الأطباق المفضلة لدى كودي. غير أن كودي لن يأتي مطلقاً لتغميسها بالحليب ونشر الفوضى على الكرسي العالي. حالياً يجلس بن وأمي وساشا وجيريمي وشانون في ذاك الكرسي في فترة النهار على الأقل
إن ملء الفراغ باللجوء إلى أولاد الآخرين أمر مثير للشفقة بحسب قول مارك. لكن على الأقل لم يكن الصراخ الآتي من الفراغ يملأ نهارها وليلها ، فكانت تتمكن أثناء النهار من الإمساك بأيدي الأطفال والاستمتاع بمنظر عيونهم الكبيرة المليئة بالثقة، عيون تنظر إليها تستلهم منها الإرشاد والمرح

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع