الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

الانتظار المر
Mistress Of La Rioja

الكاتبة : شارون كيندريك
-----------------------
الملخص
------------
هل تأتين يا صوفي وتعيشين معي في إسبانيا ؟ خفق قلبها : سآتي قالت هذا بصوت منخفض مفكرة بشوق وألم هذا يشبه تعهدات الزواج لكنه لم يكن يعرض عليها الزواج نعم إنه يريدها … ولكن لا حب هناك ولا زواج … يريدها فقط مربية لابنه سألها : هل ستتخلين عن وطنك وعملك وحياتك ؟ ـ نعم ـ لماذا ؟ كيف ستجيبه ؟ هل تقول له إنها تقوم بذلك لأجله لأنها تحبه ؟ إذا فعلت ذلك قد تخسره إلى الأبد !
-----------------------------
الفصل الأول : نظرات قاتلة
-----------------------------
رن جرس الهاتف في اللحظة غير المناسبة على الإطلاق. صدرت عن صوفي آهة ضيق , فقد كانت مستغرقة تماما في العمل . مازال عليها أن تنجز الكثير , مع أنها جاءت إلي المكتب منذ بزوغ الفجر . في العادة ، تبدأ عملها حوالي الثامنة وتبقي في المكتب إلي أن تنهي عملها مهما تأخر بها الوقت . لا أحد يمكن أن يتهم صوفي بعدم تكريس نفسها للعمل . لكنها المرة الأولي التي ترغب فيها إلي الخروج مبكر ، إذ عليها الاستعداد للخروج في الموعد، وهو موعد غير عادي مع أوليفر دنكان صاحب وكالة إعلانات " دنكانز" المنافسة. خفق قلبها توترا لأنها على وشك أن تمضي السهرة مع أكثر الرجال جدارة في لندن، ما جعلها مثار حسد صديقاتها . ضغطت على زر الهاتف الداخلي: " والآن، قلت لك لا أريد أن يزعجني أحد ناريل".
قالت هذا مازحة لأنها تعلم جيدا أن ناريل هي أفضل مساعدة في العالم . ولهذا ربما كان الأمر هاما، بل لا بد أن يكون هكذلك ! لكن صوت ناريل كان منهكا:" مع الأسف، هذا الرجل لا يقبل كلمة (لا) جوابا. لقد أصر على التحدث معك". فعبست صوفي: " هل أصر على ذلك ؟ لا أظنني أحب الإصرار من الرجال. من هو؟".
- إنه .... أنه.. وتنحنحت ناريل وكأنها لا تستطيع أن تصدق الاسم الذي ستتلفظ به: " إنه دون لويس دي لاكامارا" لويس!! تشبثت صوفي بمكتبها وكأنها تريد أن تنقذ حياتها الغالية. يا للجنون. . . ياللحماقة! مجرد ذكر اسمه جعل العرق البارد ينضح منها. شعرت بالإثارة، لكن سرعان ما تلا ذلك شعور بالذنب.
ولكن، ماذا بشأن لويس دي لاكامارا؟ إنها تعرف أي نوع من الرجال هو . إنه سطحي ، مثير وغير ملتزم على الإطلاق. ومع ذلك ، ها هي ذي الآن!صوفي الهادئة العقلانية، التي يجدر بها أن تفكر فقط في أولفير وموعدها معه. راح قلبها يخفق وكأنه قطار سريع وهي تحدق بالهاتف الداخلي . أصبح أوليفر منسيا، وحل مكانه رجل أسمر هو أكثر الرجال الذين عرفتهم تأثيرا. تمالكت نفسها ، وراحت تتساءل لماذا يتصلذلك االإسباني المتغطرس بمكتبها ، ويصر على التحدث إليها ؟ أومأت كارهة:" لا بأس ناريل. صليه بي". - حسنا.
بعد لحظة سمعة صوفي ذلك الصوت الرجولي العميق، الذي لا يمكن أن تخطئه، يتدفق عبر الهاتف. شعرة بالدم يتصاعد إلي وجنتيها الشاحبتين وذكرت نفسها بأنه متزوج من ابنة خالتها. . . وأنه الرجل الذي تحتقره. هل نسيت؟ كان عليها أن تعلم نفسها كيف تكرهه. فمن الأفضل أن تكره هذا الجل ، من أن تعترف بأنه يثير أحاسيسها بطريقة تبدو لها محيفة بقدر ما هي غير مناسبة . وكيف يمكنها ألا تشعر بالكراهية نحو رجل راح ينظر إليها ورغبة واضحة في عينيه، وذلك قبل زواجه من ابنتة خالتها بأيام؟ - صو...في ؟ إنه يلفظ اسمها كما لا يلفظه أحد آخر . بذلك الأسلوب واللكنة الخفيفة في الصوت ، اللكنة الإسبانية التي ترسل رعشة خفيفة في الجسم. قطعت صوفي الاتصال بينها وبين مكتب السكرتيرة، ثم رفعت السماعة الهاتف. آخر ما كانت تريده هو أن يملأ أرجاء مكتبها بنبرات صوته المميزة هذه.
وأجابت باختصار وهي تضع قلمها: " إنها هي. حسنا، إنها مفاجأة تامة لويس". وكان في قولها هذا تبخيس للواقع. - نعم. بدا صوته غير مألوف. كان تقيلا، صلبا، ومرهقا. وشعرة صوفي فجأة برجفة غامضة مهددة، عندما حل المنطق مكان ردة فعلها الغريزية الأولة. وارتفع صوتها بفزع :" ماذا حدث؟ لماذا تتصل بي إلي العمل؟". مرت لحظة صمت زادت من مخاوفها، لأن صوفي لم تسمع لويس يتردد قط من قبل . فالتردد ليس واردا في قاموسه. بعض الرجال لا تعوزهم الكلمات، و دي لاكامارا هو مثال نموذجي لهؤلاء. وهمست: " ماذا حدث ؟ ما الأمر؟". - هل أنت جالسة؟
- نعم! لويس، أخبرني بحق الله ! هناك في بلاد أخرى بعيدة ، تراجع لويس . لم تكن ثمة طريقة سهلة ليخبرها بالأمر. لا يمكنه أن يفعل شيءا يخفف من ألم الكلمات. راح يقول ببطء: " إنها ميراندا. عليِ مع الأسف أن أخبرك صوفي. . لقد حدث تصادم فظيع. ابنة خالتك . . . قُتلت!!". كرر كلامه بلغته، وكأن ذلك يساعده على الاقتناع وتصديق حقيقة ما حدث هو نفسه. صدرة عن صوفي صرخة ممزق جعلتها أشبه بحيوان جريح :" لا!". - بل هو صحيح.
- هل ماتت؟ ميراندا ماتت؟ سألته وكأنها ما زالت ترجو أن ينكر ذلك. . . أن ينفيه. - نعم، وأنا آسف صوفي. آسف جدا. أصبتها هذه الكلمات في الصميم، فترنحت لهول الصدمة.

تحميل الرواية مكتوبة

تحميل الرواية مصورة

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع