الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

هروب في الليل
The Spaniard’s Blackmailed

الكاتبة : تريش موراي
------------------------
الملخص
------------
اقترب ديابلو منها وقد بدا بوضوح نفاد صبره فقال : ـ حسنا ؟ما الذي قررته؟ أجابت مارتا بكلمات لاذعة : ـ إنني أكرهك من صميم قلبي اخترقت عينياه ما جعلها منقطعة الانفاس غير قادرة على الحراك تنهد ديابلو واستدار مبتعدا ثم قال :ـ الكراهية هي الوجه الآخر للشغف سحبت مارتا الهواء بقوة الى رئتيها فيما صرح ديابلو ببرود تام : ـ أريدكم أن توضبوا أغراضكم وترحلوا من هنا مع بداية الاسبوع ـ لا! استدار نحوها وقال: مالذي تقصدينه ؟شروطي واضحة همست مارتا قائلة : سوف أفعل ذلك …سأتزوجك!
-------------
الفصل الأول : زائر في آخر الليل
-------------
الوقت متأخر جداً، كي يقوم أحدهم بزيارة اجتماعية! قطعت بریار دافنبورت ردهة المدخل، فيما سمعت طرقات كعبي حذائها على البلاط المليء بالغبار . أنبأها حدسها أن هناك شيء ما على غير ما يرام، ما بعث الفوضى في أعصابها المتوترة، فزوار آخر الليل قلما يحملون معهم الأخبار الجيدة . رنت مجموعة الأجراس مجدداً، فكبحت بریار اندفاعها غير المألوف لأن تصرخ بذلك المجهول الذي يقف خلف الباب . لكن آل دافنبورت لا يصرخون مطلقاً من خلف الأبواب، حتى لو كانت أعصابهم مشدودة مجهدة بسبب محاولتهم التوصل إلى قرار يتعلق باختيار نوع الأغراض التي سوف يرسلونها إلى المزاد العلني، كأنما لم يكفهم أنهم أصبحوا هذه الأيام مضطرين إلى فتح الأبواب بأنفسهم .
حامت بد بریار فوق مقبض الباب لبرهة فيما استنشقت نفساً عميقاً، في محاولة لتهدئة أعصابها . لا بد أن يتغير حظهم المتعثر يوماً، فلم لا يحصل ذلك الليلة؟ لكن . . . ما إن فتحت الباب حتى أدركت أن حظهم السيء مازال يزداد سوءاً ! - أنت؟ انحنى ديابلو بارينتيس الذي يقف في مواجهة الباب المفتوح، فتقوس جذعه ذو اللباس الأسود فوقها . جل ما استطاعت بریار فعله هو البقاء ثابتة في مكانها كي لا نتراجع إلى الخلف بدافع قوة جسده . بدا الرجل تحت الضوء كأنه امتداد لسماء الليل . كان شعره الطويل حتى كتفيه معقوداً على شكل ذيل الحصان، إلا أن ذلك لم
يترك أي تأثير سلبي على رجولته ، بل أبرز شكله المشابه لقراصنة البحر . تبدلت أفكارها إلى الجزع المفاجئ، بسبب ومضة النصر التي تألقت في عينيه السوداوين المضيئتين. أحست كأن أناملها تستحثها كي تصد الباب الخشبي وتثبته بإحكام، لكنها عوضاً عن ذلك أجبرت نفسها على البقاء في مكانها، ورفعت ذقنها إلى الأعلى كأن ذلك سيزيد من طولها الذي هو فارع أساساً، فأصبحت عيناها على بعد إنش واحد من عينيه . - ماذا تريد؟ ارتفعت إحدى زاويتي فمه إلى الأعلى، كما لو أن محاولتها لتضاهيه في الطول قد أمتعته . أجابها : «يفاجئني أنك لم تغلقي الباب في وجهي» . آه . . . يا إلهي! إن آخر ما ترغب به الآن هو أن يذكرها كم تستحثها أناملها لتفعل ذلك بالضبط، فاشتداد قبضتها على الباب جعلت مفاصل أناملها تبدو بيضاء كالثلج .
- إذا لا داعي لأن أخبرك أنك لست موضع ترحيب هنا . زلت هنا اربع كلمات ذات اربع كلمات بسيطة قيلت كأنها تهديد، وقد بدت في . . نبرته آثار اللهجة الكاستيلية، فسرى الخوف في عروق بريار . - لماذا ؟ cia تجاهل ديابلو سؤالها، ورد ملمحاً إلى قلة مجاملتها له : . أيضاً، بريار» . لكن التصرف بأدب ولياقة بالكاد أمر يهمها أو يشغلها في الوقت الراهن، فيما شعرت أن لهجته التفت حول اسمها كما لو أنه يلتهمه . . . كما لو أنه يلتهمها هي نفسها . سرت في جسمها قشعريرة. إن كان ديابلو يعتقد أن بمقدوره القيام بذلك، فهو حتماً أخطأ في اختيار قائمة الطعام . حاولت إبقاء صوتها معتدلاً : «صدقني! السرور لك وحدك» . ضحك ديابلو ضحكة مكتومة ثم رد قائلاً : «نعم» . لم تبد عيناه أي شكل من أشكال الاعتذار فيما جالت نظراته على امتداد رؤيتك
جسدها ، بدءاً من عينيها مروراً بقامتها الرشيقة، نزولاً حتى سروال الجينز الذي يحمل اسم مـصـمـم مشهور، وصولاً إلى الجزمة الـزهـريـة الـلـون الـتي تنتعلها ، لتعود بجولتها صعوداً بأسلوب بطيء. . . حار . . . أخيراً، عادت نظراته لتلتقي بنظراتها، وكل ما تمكنت بريار من فعله هو أن تتذكر استنشاق نفسها . تمتم ديابلو : «السرور سروري، بالفعل أخذت فقاعات الغضب تفور إلى الواجهة مع استنشاقها التالي للهواء . كيف يجرؤ على النظر إليها بهذا الأسلوب . . . كأنه يمتلكها؟ لا يحق له مطلقاً! ديابلوبارينتيس يخدع نفسه لو ظن للحظة بأنه قد يمتلكها . لم تستطع بريار منع نفسها من شبك ذراعيها فوق صدرها آملة بذلك أن تتمكن من إخفاء مظاهر التوتر التي بدت عليها . - لم تطلعني بعد على سبب وجودك هنا .
- جئت لرؤية والدك . - أشك في أن يرغب والدي برؤيتك بعد ما فعلته لتقويض عمله وتدمير حياتنا . غضبها يتزايد . رفع ديابلو حاجبيه الكثيفين بأسلوب أنبأها أنه لا يهتم لما تظنه ، ما جعل - شكوكك لا تهمني، أما عملي فيهمني كثيراً، والآن بالذات أنت تمنعينني من إدارة ذاك العمل. لذا ، هلا تحركت جانباً بكل بساطة؟ استقامت بريار في وقفتها أكثر من غير أن تتزحزح إنشاً واحداً ، ثم قالت : «الوقت متأخر، وحتى لو لم يكن كذلك فأنت تهدر وقتك. أنت آخر شخص قد يرغب والدي بالعمل معه؟ . وانحنى ديـابـلـو إلى الأمام، مقترباً منها بعينيه السوداوين، وقال: «من الواضح أن لا فكرة لديك عما يقدر والدك على القيام به) . لامست أنفاسه الدافئة وجه بريار، فشعرت كأنها تتنشق رائحة الرجولة . استطاعت أن تشعر بالرطوبة الدافئة تنطلق من جبهتها ، بالرغم من نسيم الليل
الخريفي الملظف، وأن تشعر بكل عضلة في جسدها تشتد استعداداً للمجابهة أو للهرب. ما الذي جاء بهذا الرجل إلى هنا الليلة؟ لم عساه يعتقد أن من الممكن السماح له بالدخول إلى منزلهم، بعد أن بذل كل جهوده ليقوض حياتهم ، ويهدم مئتي سنة من التاريخ العريق؟ استطاعت أن تدرك بصورة غريزية أنه مهما كان هدف زيارة هذا الرجل إلى هنا ، فلا يمكن أن ينتج عنها أي شيء جيد، بدا الجواب واضحاً ببساطة : ديابلو بارينتيس لن يعبر عتبة هذا الباب ما دام بإمكانها التحكم بالأمر! - بريار! من الطارق، عزيزتي؟ فوجئت بريار بأن والدتها ما تزال مستيقظة، لكنها لم تدع رأسها يميل باتجاهها إلا قليلا . ردت : «لا أحد يستحق اهتمامك» . مدت يدها لتطال المقبض بهدف صد الباب وإعادته إلى مكانه. إلا أنها لم تقترب من تحقيق مبتغاها ، إذ امتدت يد ديابلو بسرعة، لتمنعها من ذلك . أما هو فوقف في طريق الباب وثبته في مكانه بقوة كما لو أنه صاعقة ضوئية. ثم عاد ودفعه ليعود كما كان من قبل بدفعة من يده الحديدية . صرخت بریار باستهجان بسبب الصدمة : «ماذا تظن نفسك فاعلاً؟»
في تلك اللحظة صاحت والدة بريار بصوت مشدود أشبه بحد السيف القاطع : «بريار! دعي السيد بارينتيس يدخل . . استدارت بريار لتواجه والدتها هذه المرة، فقالت: «لا يمكن أن تكوني جادة. ليس بعد . . . . . ردت المرأة الأكبر سناً بصوت بالكاد يتجاوز الهمس، وإحدى ذراعيها مشدودة فوق صدرها ، فيما أمسكت أنامل يدها الأخرى بعنقها بتوتر : «بل أنا جادة . والدك يتوقع قدومه . ادخل سيد بارينتيس، فكاميرون ينتظرك في غرفة المكتبة. أعتذر منك على تصرف ابنتي غير اللبق) . تمايلت بريار كما لو أنها تلقت صفعة على وجهها، مع ذلك لم تتمكن من إنكار صوابية تصرف والدتها . أين ذهبت تربية آل دافنبورت اللائقة؟ قال ديابلو وهو يخطو إلى الداخل متجاوزاً بريار : «لا بأس! أجد نفسي
هذه الأيام مستمتعاً جداً بالتعاطي مع النساء ذوات الشخصية القوية . أغمضت والدة بريار عينيها، وبدا كأنها تترنح على قدميها لوهلة. وبعد أن استعادت رباطة جأشها، قالت: «حسناً! هل يمكنك القدوم من هذه الناحية ، سید بارینتیس؟» - ما الذي يجري؟ استدارت کارولین دافنبورت نحو ابنتها لكنها بالكاد نظرت إليها ، فقد ركزت على نقطة ما فوق كتفيها، ثم قالت : يمكنك إغلاق الباب عزيزتي ، فهواء الليلة بارد بالفعل . بعدئذ ربما يمكنك جلب بعض القهوة للرجلين . أنا واثقة أن لديهما الكثير من المواضيع للمناقشة» . لا بد أن والدتها تمزح! لو كان هناك هواء بارد فسببه هو حتماً الغيمة السوداء التي أدخلتها للتو إلى المنزل. ولتحل عليها اللعنة لو أنها قامت بتقديم القهوة لأمثال ديابلو بارينتيس، الرجل الذي قام بتجريد إحدى أعرق العائلات وأكثرها احتراماً في سيدني من ثروتها .
أقرت بريار وهي تؤرجح الباب لتقفله أنها تتخلى عن كل لمحة من التربية الصالحة التي تلقتها، إلا أنها لم تكن قادرة على منع نفسها من ذلك، فقالت : اسوف أحضر لـوالـدي أي شيء يحتاجه. لكنني آسفة أمي، ديابلويمكنه الاهتمام بنفسه) . بعد مرور نصف ساعة، كانت بريار ما تزال تغلي من الغضب بسبب وجود ضيفهم حينما وجدتها والدتها تجلس بمفردها في المطبخ . سألتها بريار : «هل رحل؟» .
هزت الوالدة رأسها نفياً، فأحسّت بریار بضغط دمها يرتفع، قبل أن تجبر نفسها على إعادة تركيزها إلى الشاشة أمامها . هذا إن كانت تستطيع التركيز، في حين أن رأسها ممتلئ بالغضب من ذاك الإسباني الذي ينوي القضاء على عائلتها . اللعنة عليه! ما الذي يريده من والدها الآن؟ ما الذي تبقى لديهم كي يأخذه؟ فحتى منزل الأسرة بات الآن مرهوناً

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع