الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

همسات الندم
The Italian’s Virgin Princess
الجزء الثالث من سلسلة العروس الأميرة

الكاتبة : جين بورتر
-----------------
الملخــص
-----------
لم يتبق أمام الأميرة جويل دوكاس سوى أسبوع واحد من الحرية قبل أن تتزوج من الرجل الذي اختاروه لها. وهي تعرف تماما أنها تتزوج بدافع الواجب لا الحب. ولكن ماذا عساها أن تفعل وقد وجدت نفسها تنجذب إلى رجل مجهول وتغرق في دوامة سحره حتى أذنيها؟ الآن دقت ساعة الصفر ووجدت الأميرة نفسها في مواجهة الحقيقة القاسية بعدما عرفت هوية هذا المجهول في ليلة عرسها؟ فمن سينقذها من انتقامه؟
-----------
تمهيد
-----------
قصر آل دوكاس , بورتوميليو
تأملت الأميرة جويل دوكاس الرسالة المغلقة التى تركتها على مكتب جدها . نسخ متشابهة من تلك الرسالة أُرسلت إلى شقيقتيها نيكوليت فى باراكا و شانتال فى اليونان . فجأة بدا لها أن ذلك المغلف العاجى اللون الذى يحمل الختم الذهبى للقصر و الذى وضعته على مكتب جدها , نذير شؤم. إنه شعور مؤلم جداً , فكرت جويل بذلك وبدأت دموعها بالتساقط. ثم قالت تخاطب نفسها : لا يمكنه أن يفهمني!
و مع ذلك لم تفهم جويل لما ساورها ذلك الشعور بالألم عندما قررت أن ترحل بعيداً , أن تهرب من ميليو و وهج الشهرة و عدسات آلات التصوير, فهي لم تجد الراحة أبداً فى العيش تحت الأضواء. و الآن بعد موت جدتها أصبح الأمر أسوأ , أسوأ بكثير فالصحافة لم تستطع بل لم تشأ أن تتركها لتعيش حزنها بسلام و هدوء . كان الصحفيون متربصون دوماً لتصوير وتوثيق كل خروج أو ظهور لها فكانوا يتسابقون لالتقاط الصور لها خلال زيارتها الأسبوعية إلى قبر جدتها فيما الدموع تتساقط من عينيها .
أما هي فكانت تغادر المدفن الملكى مصدومة و متقوقعة ثم تدخل بسرعة إلى السيارة التي تنتظرها هناك. لم تحظ يوماً بأى خصوصية أو احترام , ولا حتى بوقت لإخفاء ألمها و ارتباكها . فموت جدتها جلب لها كل أنواع الألم , ذلك الألم الذى كان يجب أن يُدفن عميقاً داخل جويل منذ وفاة أهلها قبل 18 سنة . إلا أن تلك الصور المتقطعة من الصحف, وتلك المقالات المليئة بعبارات مثيرة للمشاعر , والتى كتبت تحت عنوان"وفاة الملكة أستريد دمرت الأميرة الصغيرة". كل ذلك زاد من الارتباك جويل وجعل حالتها أكثر سوءاً .
فى الواقع لم تعد جويل تعرف حقيقة مشاعرها , حتى أنها فى بعض الأوقات بدت متلبدة الشعور . وفى الأشهر الستة الأخيرة , أى منذ وفاة جدتها حتى الآن , فقدت كل شعور , كل أمل, وكل شجاعة. فكيف تستطيع أن تعيش حياة عامة....أن تقوم بخدمات عامة إذا لم تكن تعرف من تكون , أو حتى ماذا تكون؟ امتد يد جويل إلى المغلف الموجود على مكتب جدها , و مررت أصابعها بسرعة على نشافة الحبر الجلدية الأثرية التى تملكها العائلة منذ أكثر من مئة سنة . بدا ملمس الجلد ناعماً جداً و بالياً من كثرة الأستعمال . ملأت الدموع عينيها وشعرت بأن أفكارها متناقضة جداً و معقدة جداً..... لقد أحبت نشافة الحبر الجلدية القديمة تلك كما أحبت هيئة جدها و هو يطالع يوقار و انتظام . أحبت كل ما يتعلق بذلك القصر الحجرى القديم , وهى تدرك تماماً لما تشعر أنها بحاجة إلى أن تتزوج و تستقر هنا . فأختها نيكول تزوجت سلطان باراكا و لم تستطيع العودة إلى ميليو. أما شانتال فزوجها عضو فى مجلس العموم اليونانى و بما أنه يونانى الأصل فليس باستطاعته أن يصبح ملكاً . إلا ان جويل لم تعد تستطيع تحمل المزيد من الواجبات و المسؤليات قبل أن تسترد رباطة جأشها . إنها بحاجة إلى فترة استراحة...إلى فسحة.....إنها تحتاج بيأس إلى الخصوصية و الانفراد.
بعد رحيل جدتها شعرت أن القصر بات خالياً . ومع أنها تحب جدها حباً جماً إلا أن جدتها هى التى كانت تقدم لها النصح والإرشاد كلما تحدثت إليها. و الآن لم تعد جدتها الآن و لم تستطيع جويل تحمل هذه الخسارة , كما لم تعد تستطع تحمل الشعور بالوحدة و بالمستقبل المبهم . بالرغم من ذلك كلع , أدركت ان الوقت حان لكى تستعيد تماسكها و تتحمل خسارتها , حتى ولو اضطرت إلى التعامل مع حزنها و حسرتها على طريقتها بعيداً عن مراقبة أحد أو التحدث إلى أى كان.
تركت جويل الرسالة حيث و ضعتها و قالت:"إنى آسفة جدى, سامحنى" سوف ترحلين لسنة واحدة فقط . هكذا خاطبت جويل نفسها وهى تستدير بعيداً عن المكتب نحو الباب , و أكملت : لن يستمر هذا الأمر إلى الأبد . سوف تعودين بعد أثنى عشر شهراً و تتزوجين من الأمير لويجى بوغاد و تستمر الحياة كما يجب. و لكن بعد ست ساعات من استقرارها على مقعد باص يعود إلى شركة نقل أوروبية و قد وضعت نظارات شمسية و أخفضت قبعتها على رأسها , كانت جويل لا تزال تحاول التخلص من شعورها بالذنب و التركيز على الإيجابيات الناجمة عن قرارها هذا.
أمامها أثنا عشر شهراً لكى تجد السلام و تستعيد رباطة جأشها بعد موت جدتها . أثنا عشر شهراً يمكنها خلالها أن تحزن دون أن تكون محط أنظار آلات التصوير و الصحافة.....مرت الساعات و هى تجاهد لتشعر بالراحة على مقعدها الضيق . تمنت للحظة فقط لو أن باستطاعتها السفر كما كانت تفعل فى الماضى , كأميرة تحظى بمعاملة مميزة و اهتمام خاص , فتختفى وراء المناكب العريضة لحراس الأمن الشخصيين و حراس الأمن فى المطار. لطالما كان هؤلاء جاهزين لحمايتها و الدفاع عنها , ساهرين على أمن العائلة المالكة و سلامتها . فكرت جويل و هى تشد الغطاء حول كتفيها أن هذه المسألة بحد ذاتها كانت مشكلة بالنسبة إليها . فلم تكن باستطاعتها أن تكون الأميرة جويل دون وجود آلات التصوير و الأمن الخاص و البروتوكول الملكى....و طوال مدة بقائها الأميرة جويل دوكاس , كان الجميع يرغبون بمعرفة معلومات كثيرة عنها و كل منهم يدعى أنه على علم بكل ما يتعلق بها. لكن فى الحقيقة لا أحد تمكن من معرفة الأميرة جويل على حقيقتها . عرفوا عنها فقط ما كتبته الصحافة و ما قاله المسؤولون فى القسم الإعلامى فى القصر. لم يعرف أحد أحلامها أو عمق عواطفها....أو توقها إلى الاستقلالية و إلى الحرية. لكن جويل لم تشأ أن تكون من آل دوكاس . لقد عانت بما فيه الكفاية من طريقة عيشهم و كل ما أرادته هو ان تكون أنسانة عادية لها حياتها الخاصة, استقلاليتها, واكتفاؤها الذاتى. لسنة واحدة فقط سوف تكون جويل فقط!

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع