الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

غرباء في الصحراء
Outback Boss, City Bride

الكاتبة : جيسيكا هارت
------------------------
الملخص
------------
ميريديث وست تحب احتساء القهوة في المقاهي تناول الوجبات في المطاعم مع الاصدقاء وانتعال الاحذية الجميلة تكره العناكب الريف و.هال غرانغر هال غرانغر يكره فتيات المدينة المتصنعات يحب فتاة مدينة واحدة بالذات.اضطرت ميريديث الى استلام وظيفة في مزرعة في الريف الاسترالي ما جعلها تخضع لسلطة رئيس لا تحتمله !ظنت ان من السهل عليها إبقاء الامور تحت السيطرة الا انها لم تستطع ان تكف عن التفكير برئيسها هال فهل تذيب شمس الصحراء اوهام ميريديث؟ هل هي على وشك ان تكتشف ما تحبه حقا ؟
-----------------------------------
الفصل الأول : تبحث عن مجهول
-----------------------------------
- هذا هو الرجل الذي تسألين عنه . تبعت نظرة ميريديث المشككة الإصبع الذي يشير إلى رجل متجهم في الجانب الآخر من الطريق كان ينزل لتوه من شاحنة قديمة . أول فكرة خطرت لها : هذا ليس النموذج الأسترالي الذي تحبينه! بدت بشرة الرجل داكنة جداً وتقاسيم وجهه صارمة ومرعبة تقريباً، بينما شع من الجميع هنا نوع من المزاج الجيد . راحت ميريديث تراقبه من موقعها المطل من شرفة المقهى، فيما ثبت الرجل قبعته بإحكام على رأسه وأغلق باب الشاحنة بعنف، وقد بدا في مزاج سيء للغاية . سألت بنبرة مشككة : «هل أنت متأكد؟» رفع بيل سرواله على معدته الكبيرة، وقال: «بالطبع، أنا متأكده . مالك المقهى في «ويمانز كريك، يقول بفخر: «أعرف الجميع هنا ،
فنحن لا نصادف الكثير من الغرباء الذين يمرون بهذا المكان . لم يكن أمام ميريديث إلا أن تصدقه . «ويمانز كريك» هو عبارة عن مقهى ومتجر ومهبط للطائرات ولا شيء غير ذلك. يحيط بهذا المكان بعض البيوت التي تنتشر حولها ساحات مليئة بالغبار خالية من الأشجار وبعض خزانات المياه، بالإضافة إلى طريق تمتد على طول البلدة – هذا إذا كنت تستطيع أن تسميها بلدة – فيما يتلألأ الإسفلت تحت أشعة الشمس المزعجة . اكتشفت ميريديث كل إنش من هذا المكان، فقد مضى على وجودها في ومانزكريك ثماني عشرة ساعة، أمضت منها سبع عشرة بين صفحات كتابها
وهو وقت تجاوز الحد كثيراً. سألت بيل فيما استدار الرجل باتجاه المتجر : ايعمل هذا الرجل في ويرينداغو. أليس كذلك؟» أجابها بيل: «هو يملك المكان. إنه يملك كل متر من الألف كيلومتر مربع التي تتألف منها ويرينداغو» . حاولت ميريديث أن تتخيل مساحة الألف كيلومتر مربع، لكنها لم تستطع. لابد أن ويرينداغو أكبر بكثير من الباحة الخلفية لبيتها الصغير في لندن. فكرت وهي تنظر إلى هال غرانغر بعين ناقدة، أتراه يظن أنه أكثر سعادة من سواه لامتلاكه تلك الأرض الواسعة؟ على أي حال، منه شيئاً سوى أن يأخذها إلى لوسي. قالت : «شكراً، بيل. سأذهب لأتحدث
إليه) . لكن قبل أن تتمكن من اتخاذ قرار بشأن كيفية التقرب إلى الرجل، كان بيل قد وضع أصابعه في فمه وأصدر صفرة حادة جعلتها تجفل، وناداه : اهال!» ثم أضاف: «هنا، يا صاح!» . توقف الرجل الذي يدعى هال عند باب المتجر، وسأل بانزعاج : «ما الأمر، بيل؟» . لم يغضب بيل لهذه الاستجابة غير اللبقة، بل ابتسم بابتهاج وأشار إلى ميريديث بإبهامه. وصاح في المقابل وكأن هناك ضرورة ليرفع صوته : «الفتاة هنا تريدك» . في الواقع، لم تستطع ميريديث أن تسمع تنهيدة هال، لكنها افترضت أن تنهيدته دوت في أنحاء الريف فيما استدار وتوجه نحو الطريق . توقف في أسفل الدرج المؤدي إلى شرفة المقهى، وعبس في وجه ميريديث، وكأن شكله ليس مرعباً بما يكفي . - ما الأمر؟ صرح بیل بارتياح : «سأترككما لتتحدثا . ثم أردف مخاطباً ميريديث غير مدرك بعد لانزعاج هال الواضح، أو ربما
هو معتاد جداً على عبوسه فلم ينتبه لذلك : «أخبري هال بما تريدينه» . رفع بيل سرواله للمرة الأخيرة، ثم اختفى في ظلام الحانة تاركاً ميريديث وهال ينظران إلى بعضهما. بدا من الواضح أن أيا منهما لم يستلطف الآخر، كما بدا أن هال غرانغر ليس في مزاج يسمح له بتقديم خدمة لأي كان. تحت قبعته ظهرت عيناه ذات اللون الرمادي الباهت المروع بنظراتهما غير الودية، ولم يساهم حاجباه العابسان الداكنان مطلقاً في التخفيف من حدة طبعه الذي يحاول كبحه. هذا هو الانطباع الذي تركه هال عند ميريديث وهي تراقبه يترجل من الشاحنة. بالكاد يمكن أن يقال عن هال أنه وسيم بوجهه الشديد العبوس، لكن ما لا يمكن تجاهله هو قوة شخصيته . خمنت ميريديث أنه يجدر بها التعامل معه بحذر . أما كان من الأفضل لو أنها ذهبت بمفردها وعرفته عن نفسها بدلاً من أن يصفر له بيل ليأتي كالكلب؟ على أي حال، ها هو الآن أمامها، وهي لا تستطيع أن تفعل شيئاً حيال الأمر. رسمت على وجهها أفـضـل ابتسامة، ثم نزعت نظارتيها الشمسيتين علها بذلك تبدو ودية أكثر، إلا أن الأمر لم يبد مؤثراً بهال غرانغر.
بدأت الحديث بلكنتها الإنكليزية اللبقة : «أنا آسفة جداً لمقاطعتك) . لم تدرك قط أنها تشبه الملكة بلكنتها. أضافت : «لكن بيل أخبرني أنك تملك مزرعة للمواشي في ويرينداغو» . تجاهل هال ما لمحت ميريديث إليه، فقال : (نعم) . ضاقت عيناها الباهتتان الغريبتان قليلاً، إلا أنها حافظت على ابتسامتها وتابعت بجهد: «أنا ميريديث وست . أعتقد أن أختي تعمل لديك . . . لوسي). أقر هال: «نعم. لوسي تعمل في ويـريـنـداغو. نسيت أن شهرتها هي وست) . سألت ميريديث بقلق : «أهي بخير؟» . - كانت بخير حين غادرت هذا الصباح .
- آه! أشكر الله على هذا . هبطت كتفا ميريديث فجأة من جراء ارتياحها. بالرغم من تأكيد بيل أن لوسي غالباً ما تأتي إلى البلدة أيام السبت مع مربي الماشية في ويرينداغو، وأنها بنظره الشخص الأكثر حيوية في المجموعة، لم تستطع ميريديث أن تزيل من فكرها كل الأسباب الرهيبة لانقطاع أختها عن الاتصال بها . ربما تكون لوسي مريضة، أو أنها اختطفت، أو تعرضت لحادث ، أو فقدت ذاكرتها . . . مرت في بالها هذه الاحتمالات مرات غير معدودة، وكلما طال الوقت ولم تسمع أي خبر عن لوسي، كلما بدت هذه الأسباب وجيهة أكثر . الهدوء الذي ظهر على هال غرانغر طمأنها بطريقة لم يقدر اهتمام بيل الودي أن يحققها . مر بعض الوقت وهي تتساءل عن السبب الذي منع لوسي من الاتصال بها إذا كانت بخير فعلاً. أتراها ما زالت تشعر بالانزعاج بسبب الطريقة التي افترقنا بها؟
رأى هال الارتياح يتصارع مع القلق في وجه ميريديث، فيما راحت تقضم شفتها بشك . بدت شفتاها جميلتين وممتلئتين، وشعر هال بالانزعاج من نفسه لملاحظته هذه. كما لاحظ فيها المرسوم بطريقة غير عادية وذلك الذكاء الحاد الذي يطل من عينيها والحيوية التي تميز تعبيرها . ما كان ليخطر في باله أن ميريديث ولوسي شقيقتان، فلوسي شقراء نحيلة ومحببة، أما أختها فداكنة البشرة، وتتمتع بجسم جذاب دائري الانحناءات وشعر بني اللون بدا كأنه مقصوص بعناية. لم يرغب بأن يقول عنها إنها جميلة، لكن حتى بالنسبة إلى عينيه غير الخبيرتين، بدت ميريديث فائقة الأناقة. كانت ترتدي سروالاً مفصلاً بعناية وقميصاً زرقاء باهتة أنيقة مع عقد من اللؤلؤ . . . لؤلؤ . . . حبا بالله! وقد بانت أصابعها قليلاً من فتحتي حذائها، فتمكن هال من رؤية أظافرها المطلية من موقعه المشرف في أسفل الدرج . بدت هادئة وبارعة و . . . سخيفة كلياً. لو أنها تحمل بطاقة كتب عليها «فتاة المدينة» بأحرف ساطعة، لما أوضحت أكثر أنها خارج المكان الملائم لها
وهال ليس لديه وقت لفتيات المدينة . وضع قبعته على رأسه في وضعية مريحة، وسألها : «أهذا كل شيء؟» رفعت ميريديث رأسها بعنف لسؤاله، وحدقت فيه بقوة. أدرك بصدمة غريبة أن عينيها عميقتان وزرقاوان غامقتان، وأنهما جميلتان أيضاً. قالت بطريقة لاذعة قبل أن تتمكن من ردع نفسها: «لم أقطع تلك المسافة من إنكلترا لأسأل سؤالاً واحداً. أليس كذلك؟» . أضافت : «بالطبع! هذا ليس كل شيء) . سمعت ميريديث النبرة الساخطة في صوتها فتوقفت عن المتابعة وأخذت نفساً . إنها ترغب بأن تطلب منه معروفاً وهي لا تتصرف بالطريقة المناسبة . لقد تكبدت عناء السفر لأيام، وشعرت بالحر والقلق والغثيان والتعب بسبب السفر بالطائرة لمسافة بعيدة. لم لا يكون لطيفاً فحسب، ويعرض عليها أن يأخذها إلى لوسي؟ لأنها لا تستطيع أن تتحمل مشقة السفر أكثر، فهي تكاد تجهش بالبكاء من شدة الانهاك. لكن الانهيار ليس خياراً ممكناً ولا البكاء أيضاً .
قومت كتفيها، وثنت نظارتيها، ثم رسمت على وجهها ابتسامة استرضائية، وقالت: «أود أن أرى لوسي. أردت أن أستأجر سيارة لتقلني إلى ويرينداغو، لكن بيل قال إنه تدبير غير عملي) . علق هال: «إنه غير عملي على الإطلاق، بل هو عمل أحمق» . قالت ميريديث وهي كارهة وضعها الدفاعي: «افترضت أن هناك طرقات .
- ليس نوع الطرقات التي اعتدتها أنت. لن تتحملي السفر لخمس دقائق . إن كانت تكره شيئاً فهو أن يقال لها إنها لا تستطيع القيام بشيء ما . لكنها منعت شفتيها من إطلاق إجابة سريعة في الوقت المناسب، فهي لا تستطيع أن تغضبه، وإلا فأنها ستبقى عالقة هنا في ويمانزكريك، وهذا آخر شيء تريده . قالت : «حسناً! هذا ما قاله بيل، ولهذا أريد مساعدتك» . أخذت ميريديث نفساً، وتابعت : «أتساءل إن كنت تستطيع أن تأخذني

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع