الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

في قلب النار
The South American’s wife

الكاتبة : كاي ثورب
------------
الملخص
------------
لم يكن لدى كارين فكرة وهى تستيقظ فى سرير فى مستشفى ريو عن سبب وجودها هنا، وعندما قدم لويس اندراد نفسة بصفتة زوجها تملكها الارتباك، ولكنها اصيبت بصدمة عندما قال لها انها خانته مع شخص اخر! اقنعها لويس بالعودة معة الى البيت لتحاول استعادة ذاكرتها لكنها عندما اكتشفت المشاعر التي يخفق بها قلبعها تجاهه لت تعد مقتنعة أنها يمكن أن تهجره من أجل شخص كـ لويس فرنانديز. فما الذي حدث وجعلها تبتعد عنه وهل يخفي لويس عنها أسرار أخطر!
--------------------------------
الفصل الأول : أين الحقيقة
--------------------------------
ايقظ كارين من نومها الخالي من الاحلام صوت يناديها باسمها بالحاح ولكن برقة فتحت عينيها تحدق بحيرة في الغرفة المشمسة غير المألوفة ، فيما حاول ذهنها أن يعمل . نظرت الى اليد السمراء القوية التي تغطى يدها الملقاة على غطاء السرير لترتفع ببطء الى الذراع السمراء المفتولة العضلات ومن ثم الى وجه الرجل الجالس على طرف السرير ...وكان وجهه مليئاً بالرجولة والحيوية يعلوه شعر اسود جعد وقصير. قال بانجليزية جيدة ولكن بلكنة ثقيلة: - اذن فقد عدت الينا اخيراً. نظرت اليه بارتباك وذهنها لا يزال مشوشاً: - لا افهم ،ماذا حدث اين انا؟ - لقد صدمتك سيارة واصبت بارتجاج في المخ ، انت الآن فى مستشفى في (ريو ).وازداد تشوشها: - في (ريو)؟. قطب جبينه:
- في (ريودى جانيرو) الا تتذكرين ؟ حدقت اليه بحيرة وارتباك بالغين: - (ريودى جانيرو)!ولكن أليست هذه هي البرازيل ؟ أبعد بلد سافرت إليه هو اسبانيا! وعادت تكرر بعجز: - لا افهم من انت ؟. لم تحصل على جواب مباشر وبدا الاضطراب على ذلك الوجه القوي ، وعندما تكلم قال : - انا زوجك لويس اندراد .
جمدت مكانها واتسعت عيناها واخذ عقلها يدورثم قالت: - لست متزوجة ،اي لعبة هي هذه؟. وعندما حاولت ان تسحب يدها من تحت يده، زاد من الضغط عليها وهو يقول: - لقد شوش الارتجاج ذهنك، استرخى الآن وستتذكرين كل شيء لاحقاً. - لا، لن يحدث هذا لانة غير صحيح!
وحاولت ان تنهض فاجفلت للالم في رأسها ولكنها لم تشأ ان تدع الأمر عند هذا الحد ، فقالت : - أنا كارين داونين واعيش في لندن، انا لم اسافر قط في حياتي إلى ( ريو دي جانيرو ) ،كما انني غير متزوجة على الإطلاق ..لا بك ولا بأي رجل آخر!. - عليك الا تثيري اعصابك بهذا الشكل ! مد يده يدق جرساً بجانب السرير وقد بدا عليه القلق ثم اردف: - سيعطيك الطبيب دواء مهدئاً وعندما تستيقظين ستتضح الامور. - كلا هذا كله كذب!
وسحبت يدها من يده، وهي تبتعد عن هذا الغريب الذي وقف الآن مشرفاً عليها. - لماذا اكذب عليك ؟ لماذا ادعي انني زوجك اذا لم يكن صحيحاً ؟ - لا أدري كل ما اعرفه هو انني لم أرك قط في حياتي من قبل . وفجأة فتح الباب ودخلت ممرضة اخذت تنقل نظراتها بينهما وهي تقول شيئاً بلغة اجنبية غريبة بالنسبة لكارين، فيجيبها هذا الرجل الذى يدعي انه زوجها ، باللغة نفسها. سألته وقد عادت إلى الثورة: - ماذا قلت لها ؟
- أن تحضر الطبيب اذ يبدو انك مصابة بفقدان ذاكرة مؤقت. - لا شيء مؤقت بالنسبة لهذا ! ونظرت الى ثوب المستشفى الابيض الفضفاض الذى ترتديه ثم نظرت حولها بعنف: - اين ثيابى ؟ - لقد رمو الثياب التي كنت ترتدينها ساعة الحادث والاغراض الاخرى سيحضرونها عند خروجك من المستشفى. صرخت به: - اريدالخروج الآن! لا يمكنك ان تبقيني رغم ارادتي. رفع كتفيه الجبارتين وسألها:
- الى اين تريدين الذهاب ؟انت لا تعرفين احداً في ريو دي جنيرو ،اصبرى وسيكون كل على مايرام. قال هذا وتوتر فكه والتفتت عندما انفتح الباب مرة اخرى ليدخل الطبيب هذه المرة ويخاطبه باللغة نفسها التى استعملتها مع الممرضة، كانت كارين تعلم أن البرتغالية هي اللغة المعتمدة في البرازيل وكأنها تعيش كابوساً لا ينتهي . وفجأة تلاشى انفعالها وهدأت في الفراش غير قادرة على استجماع قواها ، سواء العقلية منها أو الجسدية لكي تحتج ، عندما اخذ الطبيب يعد الابرة ليحقنها بها سيكون في النوم راحة لها من ذلك الغليات في رأسها.
* * *
فتحت عينيها مرة اخرى على ضوء المصباح الناعم ،فتصورت نفسها للحظة , آمنة في غرفتها وقد نامت وهي تقرا كعادتها . ولكن هذة ليست غرفتها ولم يكن حلماً والرجل نفسه يجلس بجانب سريرها. - كيف حالك الآن؟ اجابت بصوت منخفض ممزق: - خائفة. فقال بوجه جامد الملامح : - اتعرفينني؟. هزت رأسها وقد منعها اضطرابها من استعادة حيويتها ونشاطها بعد ما أدركت أن الكابوس لم ينته بعد . - ما الذى تتذكرينه بالضبط.
- انا كارين داونين وعمري ثلاثة وعشرين عاماً، اعيش مع صديقة لي تعمل في الشركة نفسها في شقة في لندن وقد قتل والداي في حادث طائرة منذ اربع سنوات. هذه الذكرى وحدها كانت كافية لتبدد تماسكها ، وابتلعت غصة في حلقها وهي تتذكر هذا بتلك الأيام والأسابيع الاخيرة التي مرت عليها وهي تحاول أن تعتاد خسارتها. فقال لويس: - هذا اعرفه، لكن يبدو ان عقلك اصبح صفحة بيضاء فيما يتعلق بالاشهر الثلاثة الاخيرة، انها الاشهر الثلاثة التى امضيتها هنا في البرازيل زوجة لي. سكت لحظة وكأنه يتمالك نفسه: - تعارفنا في الفندق الذى كنت تمضين فيه اجازة، وقد تزوجنا خلال أسبوع. فانفجرت تقول: - هذا مستحيل، انا أبداً لم.....
وسكتت وهي تعض على شفتها، اذ لم تستطع ان تتذكر كيف يمكنها ان تتأكد مما فعلته! لم يبدُ لها هذا معقولاً! فسألته مرغمة نفسها على التصرف بهدوء: -و كيف جئت أنا الى (ريو دى جانيرو) ؟ ماكنت لاستطيع دفع تكاليف اجازة في البرازيل من راتبي . - اخبرتني انك ربحت مبلغاً من اليانصيب فقررت ان تري شيئاً من العالم خارج اوروبا ، مادامت الفرصة قد سمحت لك. -وهكذا لم تتزوجني للأنس غنية؟
بدت شبه ابتسامة على فمة القوي : -جمالك هو الذى جذبني في البداية ثم شخصيتك هي التى ملكت قلبي. وقابل التعبير الذي بدا على وجهها بابتسامة أخرى جافة: - بدوت حينذاك بالشكل نفسه الذى تبدو عليك الآن حين كشفت عن مشاعري... وكأنك تشكين في قدرتك على جذب رجل الى هذا الحد ولم تمنحيني ثقتك الا بعد حين. سرت السخونة في جسدها وهي تنظر اليه في بنطلونه الجينز الابيض الذى يبرز ساقية الطويلتين تابع برقة: - كنت محظوظاً لأني من حرك مشاعرك، والا لما تركتك تعودين الى وطنك بسهولة. لابد أن هذا صحيح، كما أخذت كارين تفكر بيأس، وكما قال هو، ما السبب الذي يجعله يكذب؟ ليتها تستطيع فقط أن تجد منقذاً في هذا الدثار الذي يغطي ذاكرتها.
- هل قلت اننا تزوجنا بعد اسبوع من تعارفنا ؟ - بعد خمس ايام بالضبط ، بالنسبة إليّ ، كنت افضل لو حدث بشكل اسرع ولكن ثمة اجراءات ينبغى أن نتبعها ، وهكذا سافرت إلى ( سان باولو ) في اليوم التالي لأعلم أسرتي. قطبت جبينها تجاهد لتتذكر ولكن دون جدوى وسألته: - هل تعني أنني لم اعد الى الوطن ابداً؟. - بدا هذا غير ضروري حيث لم يكن لديك ما يستحق العودة من اجله، لقد اتصلت بصديقتك ومكان عملك فقط. - وماذا عن اغراضي؟
- معضمها كان معك، والأغراض القليلة التي كنت حريصة عليها ارسلته بالبريد . استوعبت كارين هذه المعلومات بصمت، محاولة أن تتصور رد فعل جولي على هذا الخبر، وأخيراً قالت: -لابد أن هذا شكل صدمة كبرى بالنسبة إليها. - هذا ما تصوره ، يمكنك أن تتصلي بها إذا شعرت أن الخاتم الذي تلبسينه ليس دليلاً كافياً. رفعت كارين يدها ببطء لتحدق في المحبس الذهبي العريض، ثم هزت رأسها بجمود : - انا اصدقك ،عليّ ان اصدقك ! لكن هذا صعب للغاية.
- لابد أنه كذلك. والتوت شفتاه عندما أجفلت ، ثم أردف: - لا تخافي! و العقاب هو آخر ما افكر فيه. انتفض قلبها : - العقاب؟ ولماذا؟ . بدا واضحاً من التعبير الذي ارتسم في العينين السوداوين انه ندم على كلامه هذا فقال:
- ثمة اشياء من الأفضل أن تُترك في الوقت الحاضر، فالمشاكل هي حالياً أكثر من أن نضيف إليها المزيد. فقالت وقد تملكها التوتر: - اريد ان اعرف ماعنيته بقولك ذاك، لديّ الحق في ذلك. تردد قليلاً ثم باستسلام : - حسناً جداً ، لقد جئت الى ( ريو دي جنيريو ) بصحبة رجل يدعى لوسيو فيرنانديز الذي يبدو انك كنت على علاقة به، لقد تبعتك راجياً استعادتك ولكن الحادث حصل قبل وصولي إلى المدينة ، ولعل هذا من حسن حظنا إذا كنت سأقدم على الأرجح على عمل ليس في صالحنا ، نحن الأثنين

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع