الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

ضياع
The Bedroom Barter

الكاتبة : سارة كريفن
------------
الملخص
------------
وجدت شيلي نفسها على بعد اميال من ديارها مجردة من المال وحتى من جواز سفرها, مرغمة على العمل في اجواء مشبوهة لا سبيل للهرب منها .. الى ان ظهر اش برينان ! ماذا يفعل هذا الغريب الوسيم في مكان كهذا!عرض اش عليها طريقة للخروج من هذا المكان , ولكن ما الذي يدفعه لانقاذها؟هل يرغب فعلا في حمايتها ام انه يريد شيئا في المقابل؟
--------------------------------
الفصل الأول : ورطة فظيعة
--------------------------------
كان الشاطئ مزدحماً، والجو مفعماً برائحة الطهي والأنغام الموسيقية المثيرة . وكان آش يسير بخطوات متزنة على الرصيف غير المستوي، وعيناه الزرقاوان الهادئتان ترمضان لرؤية الإعلانات المرحة المضيئة متجاهلاً النظرات المقيمة حيناً والمستغربة أحياناً .
كان على بعد ميل واحد من اسانت مارتينو، مرسى يخوت أصحاب الملايين، حيث توجد الملاهي الليلية والكازينوهات. إنما بدا وكأنه على بعد سنوات ضوئية عن ذلك المكان، فأي سائح يتهور ويجازف بالقدوم إلى هنا ، عليه أن يلوذ بالفرار قبل أن يتعرض للسلب أو لما هو أسوأ . كان آش يعرف هذا جيداً، بشعره الأشقر الداكن، الذي يصل إلى
يانة قميصه الأزرق القديم الذي يكشف عن صدره الأسمر، وبسرواله الحائل اللون الذي يلتصق بساقيه ووركيه. كما انتعل حذاء قديماً ووضع في يده ساعة رخيصة . كان طوله وعرض كتفيه، وهالة الاتزان ورباطة الجأش التي تحيط به ، توحي برجل يمكنه حماية نفسه إذا اضطر إلى ذلك . بدا كبخار بحاجة إلى الاستجمام والترويح عن النفس . وقد انصب اهتمامه هذه الليلة على مكان يدعى «ماماريتا، حيث مر بألواح تحمل صوراً فوتوغرافية لفتيات، ومن ثم نزل درجتين إلى النادي حيث وقف وأخذ ينظر من حوله .
رأى طاولات معدة للرجال وخشبة مسرح صغيرة تؤدي عليها الراقصات رقصاتهن. كان الجو مثقلاً بدخان السجائر. وعدا عن صوت البيانو الذي يعزف عليه رجل صغير الحجم حزين الوجه، لم يكن الزبائن يحدثون سوى القليل من الجلبة . . . وعند الباب، جلست امرأة بالغة الضخامة بثوبها الواسع المفتوح عند العنق الذي يغطي كتل لحمها الضخمة. كان شعرها الجعد مصبوغاً بلون أشقر داكن، وشفتاها مصبوغتين بلون قرمزي. لا بد أنها (ماماريتا). أومات إليه : «هل دفعت؟» .
رفع حاجبيه متسائلاً عن المبلغ المطلوب، قائلاً: «أريد شراباً فقط ولن أدفع للنادي، . فاتسعت ابتسامتها : استحصل على شراب يا فتى، وعلى فتاة جميلة أيضاً . يا عزيزي . . تشابكت نظراتهما لحظة هزت بعدها كتفيها : «كما تريد يا وأشارت بيدها : «مانويل جهز طاولة لهذا الرجل الجميل) . سار مانويل، وهو طويل وسيم، نحو الطاولات المحيطة بالمسرح،
لكن آش قال له وهو يجلس إلى طاولة في آخر الغرفة : «لا بأس بهذه . هز مانويل كتفيه فيما استند آش إلى الخلف وعاد يشمل المكان بنظراته. كان يعلم أن مامارينا تختار أفضل الفتيات اللاتي يصلن إلى اسانتو مارتينو». ويبدو هذا صحيحاً . كانت الفتيات خليطاً من جنسيات مختلفة، جميعهن صغيرات في السن ومعظمهن جميلات . - ساري إن كنت أريد مرافقة . عن ميز اثنتين من أميركا الشمالية وبعض الأوروبيات، فضلاً الفتيات المحليات الشاردات في الموانىء هرباً من المزارع والحقول ينشدن بديلاً عن الزواج المبكر. وفكر ساخراً في أنهن عثرن على ما ينشدنه ،
كابحاً شعوراً بالأسف. لم يحضر إلى هنا ليشعر بالعطف فلا وقت لديه لذلك. قال له مانويل بابتسامة ذات معنى: اهل أعجبتك واحدة منهن يا سيدي؟ . - لم أجد بعد وعندما أجد سأخبرك . - كما تشاء، يا سيدي . تحت أمرك . وأشار برأسه إلى ستارة خلف المسرح: «لدينا غرف خاصة . . . . جداً حيث ترقص الفتيات لك وحدك» . وأضاف بجرأة: «أنا أرتب الأمر، لقاء أجر طبعاً» . - هذا جميل. سأتذكر ذلك . وحول اهتمامه عن ابتسامات الفتيات المشرقة ليركز على عازف البيانو الذي بقي مصراً على عزف موسيقى قـديمـة بـالـرغـم مـن عـدم مبالاة المستمعين .
كان عازف البيانو قد أنهى معزوفته وهم بالوقوف لتحية الجمهور نادرك أن أحداً لم يصفق فعاد ليجلس ويعزف بصوت مرتفع . واهتز الستار وخرجت من خلفه فتاة . عند خروجها تردد في القاعة زئير خافت، وحدث آش نفسه باشمئزاز بان الصيادين اشتموا رائحة الفريسة. وفجأة وقف وضاقت عيناه حين رآها بوضوح .
كانت شقراء، قصيرة القامة بالرغم من حذائها العالي الكعبين . كانت ترتدي ثوباً أسود قصيراً جعل بشرتها تتألق كالعاج . لكنها لم تصعد إلى خشبة المسرح، بل أحنت رأسها قليلاً وتجاهلت الصفير والتعليقات ثم توجهت إلى البيانو لتستند بظهرها إليه، وكأنها مسرورة بمساندته لها، فيما أخذ العازف يعزف لحن (يقتلني برفق). كان جمالها فريداً، كما رأى آش وقد لفتت انتباهه كلياً. وعلى عكس شعرها الأشقر المنسدل على كتفيها، كان حاجباها وأهدابها سوداء، كما بدت
عيناها خضراوين حذرتين كعيني هرة. كانت وجنتاها فائقتي الرقة وشفتاها مرسومتين بلون وردي حار مثير . لكن الرعب ارتسم في عينيها . لقد أدرك ذلك منذ لحظة دخولها. وشعر بخوفها الشديد أشبه بيد باردة ملقاة على كتفه. ولاحظ الآن يديها الصغيرتين المشدودتين بين ثنايا تنورتها والابتسامة المرتبكة المتوترة على شفتيها . بدت أشبه بحيوان صغير فاجأته أنوار سيارة فأصبح عاجزاً عن الحركة. لكن المشكلة لم تبلغ صوتها فأخذت تغني بصوت قوي وأجش قليلاً ... صوت من النوع الذي يحب أن يسمعه الرجل في اللحظات الحميمة.
كان جمهورها يصغي إلى غنائها بشيء من التململ. فمهما كان صوتها جذاباً، المهم هو الوعد الذي يقدمه ثوبها . لم يصدقوا أن الأغنية وحدها هي المعروضة عليهم . انتقلت إلى الأغنية التالية بسهولة، لكنها لم تعد تحدق في الأرض بل رفعت رأسها عالياً، وبدت وكأنها تنظر بعيداً بشوق وحنين يتماشيان مع كلمات الأغنية . وفي تلك اللحظة، فيما ارتجف صوتها قبل أن تسكت، تشابكت نظراتها مع نظرات آش من فوق رؤوس الحضور. وبقيت نظراتهما متشابكة لحظة طويلة تخطف الأنفاس. وخطر له أنه يعلم الآن لماذا جاء الليلة إلى هنا .
انتهى أداؤها، وأحنت رأسها بسرعة وخجل تجاوباً مع التصفيق الضعيف المتناثر، ثم عادت أدراجها من حيث جاءت . انتظر آش ليرى إن كانت ستعاود النظر إليه لكنها لم تفعل بل توارت ببساطة خلف الستار ، تتبعها صبحات الاستهجان وخيبة الأمل. أفرغ آش آخبر ما في كأسه ثم وقف . نظرت «ماماريتا» إليه وهو يتقدم منها، وقد بدا في عينيها الحدة والدهاء: «أتريد شيئاً أيها السيد؟» .
فأجاب باتزان : «أريد المغنية) . فكرت قليلا ثم سألته : «هل تريدها أن تجلس معك؟ . - أريدها في إحدى غرفك المنفردة، ماما. أريدها أن ترقص لي وحدي . رفعت حاجبيها ثم أخذت تضحك : «إنها أحدث فتاة عندي، وهي ما زالت تتعلم. وأنا أدخرها لزبون غني. على أي حال، لا يمكنك أن تدفع أجرها. _ فقال بلطف : «بل أستطيع، جربيني) . فقالت : «يا للرجل المجنون! لماذا تنفق نقودك كلها عليها؟ يمكنك أن تختار فتاة أخرى، واحدة تحسن الرقص . - أريدها هي. وسأدفع لك الثمن . تأملته ملياً وفي عينيها عدم تصديق واضح : «الديك هذا القدر من المال؟ .
فقال وهو يخرج بعض الأوراق المالية من جيبه الخلفي: «ما أنت تعلمين أن لدي المال وأنا أعرف ما أريده . جمعت المال بسرعة ثم قالت : وهذه سمسرة لي أنا . بقي عليك أن تدفع لها أجرها ، ادفع ما تراها تستحقه) . وعادت تقهقه بصوت خافت قبل أن تردف: «علمها بعض الدروس!» .
- نعم سأعلمها دروس الحياة كلها . . . هل لديها اسم؟ دست الأوراق المالية في صدرها ثم وقفت : «اسمها ميكيلا . سأذهب لأخبر مغنيتك. إنها فتاة محظوظة . أخذ ينظر إلى «ماماريتا، وهي تتوارى، متمنياً أن يكون هذا هو رأي الفتاة أيضاً. وعاد إلى مائدته حيث جلس ينتظر

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع