الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

درس في الحب
The Mediterranean Husband

الكاتبة : كاثرين سبنسر
------------
الملخص
------------
عندما وصلت ناتالي كاڤانوڤ الوريثة الوحيدة لثروة جدتها الطائلة، إلى ڤيلا روزاموندا على الشاطىء الإيطالي.لم تكن تضع في حسبانها الوقوع في غرام رجل يتحدّر من عائلة مجرمين، رجل يبدو خطراً بكل معنى الكلمة.ديميتريو برتولوزي شاب طويل القامة، أسمر، ذو وسامة خانقة، يعمل بمفرده في ترميم منزل عائلته القديم.ظلّ هذا الرجل غامضاً تماماً كغموض أمواله، إلا أنّ ناتالي وجدت نفسها منجذبة إليه كانجذاب الفراشة ألى ألسنة النار، رغم أحساسها أن حبّها لهذا الرجل سيحطم قلبها وسيضعها في دائرة الخطر!
----------------------------
الفصل الأول : وجه في الظلام
----------------------------
كان ديميتريو يقف على السطح ، ما سمح له أن يرى بوضوع السيارة التي يقودها السائق بمهارة ليوقفها تحت رواق مدخل الفيلا المجاورة . إنها سيارة مرسيدس أنيقة ، قوية ، تعكس شخصية المرأة التي تملكها . باربرا وايد هي أسطورة في عالم الأعمال على المستوى الدولي ، و مصممة للحلى المرصعة بالماس . لم يكن في حياتها زوج واحد بل أزواج ، فقد قرأ ديميتريو في مجلة فورنبر ، و فورتشن و مجلات مشابهة ، إنها أرعبت زوجيها الأولين و أبعدتهما عنها ، أما الثالث فقد أودت به إلى القبر .
في ذلك الصباح ، لم تخرج من السيارة باربرا وايد ، بل امرأة بالكاد تخطت سن المراهقة . رشيقة ، أنيقة ، ذات بشرة بيضاء كالرخام ، شعرها البني اللامع يتدلى بانسياب فوق كتفها . استنتج ديمتريو أنها حفيدة باربرا ، فقد سمع عمال الحديقة المجاورة يتحدثون عن توقع وصولها . و كأن المرأة أحست أن هناك من يراقبها ، فتوقفت في منتصف الطريق بين السيارة و الباب الأمامي للفيلا ، ثم رفعت رأسها و نظرت مباشرة إلى عينيه . لو أن أي عامل عادي ضبط متلبساً بالتصرف بوقاحة في تلك المقاطعة الإيطالية الواقعة بين بوستيانو و أملافي ، لراح ينظر إلى البعيد متظاهراً بأنه يستمتع بالمناظر الطبيعية ، لكن ديمتريو برتولوزي يفتخر بأنه إنسان غير عادي ، لهذا استمر في التحديق بها . إنه يعرف نفسه جيداً ، فهو ليس أكثر من شخص عنيد ، و قد زادته كبرياؤه الجريحة عنادا ، لكن موقفه هذا سيبدو بلا شك وقاحة في نظر تلك المرأة . بدا ذلك واضحاً في انحناء رأسها ، و التصلب الرقيق لعمودها الفقري .
من المستعبد أن يقدم أحد العمال الإيطاليين الذين يتصببون عرقاً على النظر بوقاحة إلى فاتنات المجتمع الأميركي ، وهو يرفع المطرقة بيده و الجزء العلوي من جسمه عارٍ ، إذا كان يرغب في الاحتفاظ بعمله . لكن ما لا تعرف تلك المرأة بالطبع ، هو أنه ليس مسوؤلاً أمام احد ، بل هو سيد نفسه ، وحر ليحدق طوال النهار إن رغب بذلك . وهذا ليس كل شيء . ظهرت إبتسامة صغيرة مرحة على وجهه . لا بد أنها ستشعر بالمهانة أكثر عندما تعرف المزيد من التفاصيل . بإمكانه أن يتخيل ما سيحدث . - ذلك الرجل في المنزل المجاور ، جدتي ... من يكون ؟ - آه ! إنه شخص كريه جداً ، ابنتي الغالية ، وهو بالطبع ليس من الأشخاص الذين تريدين التعرف عليهم . يمكن أن يراهن أنها لا تعرف عدداً كبيراً من الرجال . من المؤكد أنها لم تحصل على حبيب يوماً ، فهي تنضح بهالة مجردة من العاطفة ، وهذا واضح جداً . في تلك اللحظة تقريباً ، أشرقت الشمس أواخر حزيران من السماء الصافية ، و قد امتد تحتها البحر التيراني الذي يصل حتى صقيلة . و بينهما ، على رأس منحدر صخري ، انتصبت فيلا ديلفني ، التي سميت كذلك على اسم جدته ، والتي هي الأن ملك له .
انحنى ديمتريو و التقط زجاجة الماء الموضوعة تحت ظل إحدى المداخن ، ورفعها إلى شفتيه من دون أن يبعد نظره عن الفتاة . أخيراً شعرت هذه الأخيرة بالهزيمة ، و أخفضت بصرها لتنظر بعيداً عنه . وجالت بعينيها على الجدران الباهتة اللون و النوافذ المليئة بالغبار و الأوساخ . عرف ديميتريو تماماً ما الذي رأته ، مضى أكثر من أربع عشر عاماً على إخلاء المنزل ، و هو مهمل منذ ذلك الحين . كما مرت تسعة أعوام على وفاة جده ، أوفيديو برتولوزي ، في السجن . إنها النهاية الملائمة لرجل جمع حوله المجرمين الذين نشروا الرعب و الخوف في قلوب الناس ، فحصل على كرههم و احتقارهم له . في البداية ، لم يرغب ديمتريو بأي شيء لمسه أوفيديو ، فقد ترك هذا الأخير بصماته على كل جدار من الجدران . أخيراً أدرك أنه سمح للرجل العجوز بأن يسيطر عليه حتى وهو في قبره , عندئذٍ سمح ديمتريو للمنفعة الشخصية أن تتغلب على كبريائه ، ووافق على الحصول على حصته في الميراث . لكن ذلك لم يشمل الفيلا الواقعة على شاطئ آمالافي ، فالذكريات هنا مؤلمة جداً ، و الجروح ما زالت تنزف . إحتاج إلى السنوات قبل أن يتمكن من مواجهة ذلك ثانية ، وحتى الأن ، ما كان ليرجع لو لم يكن لرجوعه علاقة بجدته .
الفيلا و حديقتها كانتا ملاذها ، فقد أحبتهما و أحبت ديمتريو . إنها الإنسانة الوحيدة التي أحبته . لذلك عاد في نهاية الأمر ليعلن ملكيتهما مدفوعاً باحترامه و حبه لها . ل ا شك أن قلبها كان ليتحطم لو رأت انتهاك حرمة منزلها من قبل المخربين ، و الخراب الناتج عن الطقس و القوارض و عوامل الزمن . استدارت الأميرة الأميركية مبتعدة ، و قد بدت مرتعبة مما شاهدته في المنزل المجاور . لا يلحق الخراب بالفيلات المنتشرة على شاطئ آمالافي إلا إذا كان أصحابها من أفراد العصابات . عندها تصبح هدفاً سهلاً لأي شخص يرغب في تدميرها ، بينما تغض السلطات النظر بكل فرح و رضى . اختفت ابتسامته ، و هو يمرر ذراعة فوق فمه ، قائلا بصوت ناعم : (( لكنني لست مجرماً كما أنني لن اذهب إلى أي مكان أيتها الأميرة ، لذلك من الأفضل أن تعتادي على وجودي )) .
- اعتقدت إنني سمعت صوت السيارة تقترب! عزيزتي ! لماذا بحق السماء ما زلت واقفة هنا في هذا الحر الشديد ، بينما أنا بإنتظارك على الشرفة مع شراب بارد ؟ نزلت جدتها الدرج و هي تختال بعباءة طويلة من الحرير البرونزي اللون يصرخ بالثراء ، و ضمت ناتالي في عناق عابق بالعطر . تماما كما تختار أفضل مصممي الأزياء ، و تنتقي المجوهرات الفريدة ، تفضل باربرا وايد عطر (( ديفا )) . من المؤكد أنه العطر الوحيد المناسب للمرأة التي تستأثر بمركز السلطة فلا تهتم لأي شخص آخر . بالإضافة إلى أنها تملك عقلاً مدبراً للأعمال يجعل كل رجال الأعمال المميزين يلهثون وراءها ، تملك باربرا أيضاً قلباً لا حدود لقدرته على الحب و العطاء ، و هو النجم الهادي لناتالي منذ نعومة أظافرها . طوقت ناتالي جدتها بذراعيها و قالت : (( لا تتصوري مدى سعادتي لأنني قررت أن أمضي الصيف هنا ! أنت لم تتغيري أبداً ، و أشعر بالإمتنان كثيراً لذلك )). أبعدتها جدتها عنها قليلاً لتتمكن من النظر إليها جيداً .
- سمعت بشأن لويس ، عزيزتي . هل تشعرين إنك محطمة ؟ ضحكت ناتالي بصوت مرح و قالت : (( ما من امرأة ترغب في أن يتخلى عنها أي رجل ، لكنه لم يكن يوماً حب حياتي . صدقيني جدتي ، كنت لأنهي علاقتنا بنفسي ، إلا أنه سبقني إلى القيام بذلك . هذه هي كل القصة )) - أعتقدت أمك أنك ستتزوجينه . - أملت أمي أن أتزوج به ، و أنسى تماماً أي عمل له علاقة بشركة وايد العالمية ، وهذا أمر مختلف !
- نعم ، أعتقد أن ما تقولينه صحيح . عادت جدتها تتأملها بإهتمام و حذر و هي تتابع : (( ألهذا السبب لا تبدين كعادتك ؟ ألأنك تشاجرتِ مع ابنتي؟)) - لا ! نقلت ناتالي نظرها مرة ثانية إلى السطح المبنى المجاور . كان لا يزال هناك ، متكئاً على أحد أعمدة المداخن ، وهو ما زال يحدق إليها بوقاحة

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع