الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

درب الجمر
The Wedlocked Wife

الكاتبة : تريش موراي
-------------------
الملخص
------------
إنه لا يزال ينظر إليها كواحدة من النساء اللواتي يبحثن عن الذهب.زاين باستياني يظن أنها حاولت أن تسلب والده كل ما قدرت عليه.وتردّدت روبي، وللحظات بدت لها إمكانية الهروب من هذا الخطر المحدق، ولكنها تفضّل الموت على السماح له بأن يدفعها للرحيل. قالت له: ” أنت لم تفهم ما قلته. أنا لا أريد مالك. لا يمكنك شراء حصتي وإبعادي عن الشركة. – لكل شخص ثمنه. رفعت روبي نظرها إليه وابتسمت: ” إذاً ربما عليك مواجهة واقع أنك لا تستطيع تحمّل ثمني!”.قال محذراً: ” لن تبقي. لن تتحملي البقاء عشر دقائق بعد عودتي من لندن، هذا إذا بقيت حتى ذلك الوقت. عندها ستتوسلين كي أشتري حصتك لتغادري لتأخذي المال وتهربي”.كوّرت روبي شفتيها قبل أن تجيبه ما من سبيل لأبيعك حصتي. أفضّل الموت على أن أتركك تحمّل مسؤولية هذه الشركة
---------------------
الفصل الأول : عودة مفاجئة
---------------------
مشى زاين باستيانى بسرعة على الإسفلت فى مطار بروومى الدولى ، فشعر بالرطوبة التى تميز فصل الأمطار المتأخرة تطبق عليه بشدة . رفع نظره إلى السماء بإنزعاج ، إلى حيث تنبعث هذه الحرارة بقسوة وبلا رحمة . نسى أن الطقس هنا يتميز بالحرارة الشديدة . كما غابت عن ذاكرته أمور أخرى أيضا ، مثل السماء الزرقاء الباهرة ، الهواء العابق بطعم الملح والنور الساطع . تسع سنوات عاشها فى طقس لندن الغائم ، حيث الأبنية الرمادية الأسمنتية غيرته تماما ، حتى إنه يشعر الآن بالغربة فى بلده الأم .
تسع سنوات ! من الصعب عليه التصديق أن هذه الفترة الطويلة مرت منذ أن غادر ، وليس لديه إلا إسمه والاقتناع الراسخ بأنه سيحوله إلى إسم كبير لامع . لم يضيع دقيقة واحدة من وقته ، وهو الآن يملك شقة تطل على البحر فى تشلسى ، وشاليها فى كلوستر ، ويحتل مركز رئيس لجنة أكبر مصرف للتجارة فى لندن ، ولا شك أنه على أفضل حال .
فى كل يوم من تلك السنوات التسع راح ينتظر إتصالا هاتفيا من والده يعترف له فيه أنه أخطأ ، لكن عندما وصل الاتصال أخيرا ، لم يأت من والده على الإطلاق . أكد له الطبيب المتصل قائلا : " حالته ليست خطرة ، لكن لورانس طلب رؤيتك "
فى الواقع ، تعرض والده لأزمة قلبية ، لكن بعد تلك القطيعة بينهما ، فلا بد أن أى طلب منه يستحق الاستجابة . أستقل زاين أول طائرة مغادرة من لندن إلى أى مكان يجعل الوصول إلى المنطقة النائية فى شمال غرب أوستراليا أسهل وأسرع . أمنت له بطاقته المالية البلاتينية كلالتسهيلات الممكنة . حرك زاين كتفيه ليريح رقبته وظهره ، مستجمعا كل ما لديه من قوة من أجل لقاء والده مرة أخرى .
عندما كان زاين مجرد فتى يافع ، كان لورانس باستيانى أكبر من الحياة ذاتها . لطالما كان الرجل الكبير صاحب الرأى السديد والأفكار الهامة ، التى لم تضعف أو تستسلم يوما ، كما يحصل للأشخاص العاديين . بدا من المنطقى ألا يتوقف عن العمل إلا جراء الإصابة بأزمة قلبية . لكن حتى لو حدث معه ذلك ، فمن المستحيل أن يتصوره زاين الآن مستلقيا على سرير فى المستشفى . لابد أن والده سيكره ذلك ، ومن المحتمل أنه خرج من المستشفى الآن ، وعاد إلى المنزل .
داخل قاعة الوصول ، راحت المراوح فى السقف تدور ببطء فوق الرؤوس ، وبالكاد تبعث لفحات هواء خفيف باتجاه المسافرين المتعبين ، الذين بدأوا بالتجمع حول مركز وصول الحقائب . حقيبته الجلدية التى ملأها على عجل وصلت أولا . مد زاين يده وأخرجها من عربة الحقائب ، ثم إتجه إلى المخرج ، ليصل إلى حيث تنتظر سيارات الأجرة ، وقد غزداد بشدة إحساسه بقميصه القطنية الناعمة التى أصبحت أكثر ثقلا بسبب العرق .
كم يحتاج من الوقت ليتمكن من التأقلم مجددا مع طقس برومى الاستوائى ، بعد مرور تلك السنوات عليه ؟ الأمر غير هام فعلا ، هذا ما فكر به بضيق وهو يصعد إلى سيارة الأجرة ، ويقول بنبرة آمرة ومقتضبة للسائق إلى أين يريد الذهاب . سيعود إلى لندن فى أقرب فرصة ممكنى وقبل ان يحظى بأية فرصة للتأقلم .

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع