الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

أطياف الرغبة
The Dark Oasis

الكاتبة : مارغريت بارغيتر
------------
الملخص
------------
« نظر إليها ، والغضب الأسود على وجهه ، ثم قال : - ستبقين سجينتي حتى أعثر على شقيقك وخطيبتي ، وحتى ذلك الوقت عليك أن تسلّيني » . عادت ديانا بذاكرتها إلى بداية الكابوس كانت مهمتها تبدو لها سهلة فكل ما كان عليها فعله هو توصيل رسالة إلى شخص في مراكش ثم العودة . لكن مع شخص قاس راغب في الانتقام مثل سيمون سان كلير ، أصبح كل شئ ينذر بالخطر . فديانا دخلت الفخ بنفسها ، ولا يبدو أنها تستطيع الخلاص ولو اقتنع ببرائتها . 
------------------------------
الفصل الأول : بانتظار السيد
------------------------------
‏فتحت ديانا واتيني عينيها الصغيرتين على فجيعة موت والديها اللذين تركا لها ثروة صغيرة تمكنها من الاستمرار في العيش والتعلم في دير تهتم بأموره السيدة واتيني التي لا تمت لها بصلة قرابة لكن ما ربط بينهما أن السيدة واتيني لها ابنة تحمل نفس الاسم ديانا واتيني ، تكبر ديانا الأولى بعشر سنوات ، تعلمت في نفس الدير ، لكنها تركت تحصيلها العلمي قبل دخول ديانا الأخيرة الدير بقليل ، إذ لم يتم التعارف بين الفتاتين الحاملتين نفس الاسم . والدافع أن السيدة واتيني عانت الكثير بعد أن خذلتها ابنتها الوحيدة بزواجها ممن تحب ، ورغما عنها ، مقسمة على عدم العودة إلى أحضان والدتها . مما دفع ‏السيدة واتيني لابداء رغبة شديدة في تربية ديانا وطلبت من رئيسة ‏الدير السماح لها بضمها لتعيش في كنفها وبين أحضانها . ‏وتحدثت رئيسة الدير إلى ديانا شارحة لها الأمر قبل أن تسمح لها بأن تقرر ما تريد : - ‏منذ أن اكتشفت السيدة واتيني أنك . تحملين نفس اسم ابنتها ، إضافة إلى وجود شبه كبير بينكما ، زاد اهتمامها بك . . . خاصة ، بعد أن خذلتها ابنتها بالزواج من رجل لا توافق عليه ، ومن المؤكد أن رغبتها في التبني ما هي إلا نوع من التعويض عن ابنتها ، مما يؤثر سلبيًا على تطور حياتك ومستقبلك . ‏فردت ديانا باحتجاج : - لكنها بحاجة إلى سكرتيرة خاصة . -‏ طبعًا . . . إنني أجد صعوبة في شرح الأمر . لكنني أفضل أن أدعك حرة في بناء شخصيتك تبعًا لإرادتك الخاصة ، بدلاً من أن تكوني بديلاً عن فتاة أخرى . أفهم مشاعر السيدة واتيني ، فمنذ أن صبغت ابنتها شعرها باللون الأشقر أصبح الشبه بينكما كبيرًا جدًا ، لونًا وجسمًا ، فقد كانت شقراء صغيرة الجسم مثلك . علمًا إنها تكبرك سنًا ، إلا أن استعمالها أدوات التجميل الحديثة ساعدها على اخفاء هذا التفاوت بكفاءة عالية . ‏بعد نقاش طويل اقتنعت الرئيسة بوجهة نظر ديانا الراغبة في الانضمام إلى السيدة واتيني ، سعيًا للسكن في بيت لائق ، هاربة من الاستمرار في العيش ضمن دائرة حياة الدير الضيقة والصارمة فى قوانينها ونظامها ، بعد أن أمضت فيه سنوات طويلة . وبعد سنة أو أكثر من مشاركتها السكن للسيدة واتيني ، وقيل بلوغها سن التاسعة عشر أدركت ديانا سبب رفض الأم الرئيسة . ‏فخر السيدة واتيني بابنتها الذي كان ظاهرة بحد ذاته قبل أن تهجرها ، أصيب بضرية موجعة . ولقد استقرت ديانا معها مدعية أنها الأبنة الشرعية ، ولم يشعر أحد سوى قلة من الناس بأن ديانا ليست ابنتها الحقيقية ، تلبية لرغبة السيدة التي طلبت منها أن لا تلفت النظر . إلى هذه الناحية بالذات ولقد نجحت ديانا في تمثيل دور الابنة الشرعية ببراعة فائقة . ‏حتى ابن السيدة واتيني ، جيرى ‎،‏ الذي يرعى مصالح العائلة في مراكش انخرط في هذا الأدعاء . ولو من باب المسالمة والمهادنة ، فقد أبدى رغبة في عمل أي شيء يساعد أمه في التغلب على تعاستها لمغادرة شقيقته . ‏كان للسيدة واتيني استثمارات كبيرة ومبالغ ضخمة موظفة في مشاريع صناعية في الدار البيضاء . . . يشرف على هذه المشاريع رجل ‏أعمال اسمه سيمون سان كلير . لكن كيف توصل إلى السيطرة على هذه الاستثمارات ، لم يكن لدى ديانا فكرة ‎.‏ كل ما تعرفه أنه يسيطر على معظم مصالح الشركات ، وأن باستطاعته التحكم بمصير السيدة واتيني المادي ، خاصة بعد أن وضعها أبنها جيري هو الآخر في موضع محرج جدًا . فقد ارتكب نفس الاثم الذي قامت به شقيقته إلا أن اثمه أسوأ بكثير . . . وبدا لديانا أن الأمر لا يصدق ، فمع معرفة جيري لحالة أمه السيئة فقد هرب مع خطيبة سان كلير الفرنسية الجميلة . صاحت السيدة واتيني باكية : - أوه . . . الغبي . . . الغبي ! ستكون هذة نهايتي يا ديانا . كيف تمكنت من انجاب هكذا أولاد ؟ لماذا استمعت إلى جيري منذ البداية ؟ قال لي : استثمري . . . يبعي كل شيء . . . والآن أصبحت تحت رحمة سيمون سان كلير القادر على تدميري وإفلاسي ، ولا أجد سببًا يمنعه من ذلك . لقد اتضح لديانا بعد معاشرتها للسيدة أن المال هو أهم ما يشغل بالها . وذهلت ديانا ، وخاب أملها ، لرؤيتها مهتمة بإمكانية خسارة مالها أكثر مما هى مهتمة بمل سيحصل لجيرى عندما يضع ‏سيمون سان كلير يده عليه . . . فقالت لها : - بكل تأكيد لن يرمى هذا المتوحش انتقامه فوق رأسك ، فلست المسؤولة عما حصل . كما خطيبته ملامة أيضًا . . . لا يمكن ‎ لجيرى أن يحملها ويهرب بها إذا لم تكن موافقة . فردت السيدة بحدة : - أنت لا تعرفين سيمون سان كلير ، وإلا لما سألت . . . فهو لا يثق بالنساء العاملات . . . ولا حتى بأية امرأة . وما من شك أنه كان سيتزوج هذه المرأة ليوفر لنفسه ابنًا ووريثًا ، شخصًا يترك له ثروته التى لا تقدر وأنا واثقة أنه إذا لم يجدها فسيسعى للانتقام . فشهقت ديانا : - نحن في القرن العشرين ! هذا لا ينطبق إلا على قطاعنا وإقليمنا ، لسيمون سان كلير دم مختلط ، معظمه فرنسي ، لكن أسلافه من البربر ، وهناك إشاعة تقول أنه مخول لأن يدعو نفسه « بالشيخ » . وله نفوذ كبير . وبما أنه لم يتجاوز السادسة والثلاثين فهو ينوي الاستفادة من هذا النفوذ قدر ما يستطيع . سعت ديانا يائسة أن تهدىء من روع مخدومتها : - إذا لم يكن رجل مبادى ، سيدة واتيني ، سنلجأ إلى القانون . . . قد يساعدنا . صاحت السيدة :‏ - ‏القانون . . . ! سترين بأسرع وقت ماذا سيحدث لو حاولنا اللجوء إلى القانون لحل أمرنا . إنه أذكى من أن يخرق القانون . . . إذا لم يعد جيري ، فلست واثقة أئني قد اجرؤ على مواجهته . . . إنه بربري الأصل رغم تمتعه بسمعة عالمية في دنيا الأعمال . - هل قابلته من قبل ؟ - أجل ، مرة واحدة ، منذ بضع سنوات ، وكانت ابنتي معي . - وهل اعجبت بالمسيو سان كلير ؟ - أظن هذا ، فمعظم النساء يعجبن به . - وماذا كان رأيه بها . . . بما أنه كان يبحث عن زوجة ، الم تكن هي مناسبة ؟ - هذا ما فكرت به بالضبط . إلا أن ديانا ابنتي تراه ميالاً للاستبداد ، وأن على الفتاة أن تخضع له كل شخصيتها إذا تزوجته

تحميل الرواية مكتوبة

تحميل الرواية مصورة

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع