الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

أكثر من حلم أقل من حب
The Dimitrakos Proposition

الكاتبة : لين غراهام
-------------------
الملخص
------------
تابي كلوفر، الفتاة العنيدة والسليطة اللسان مستعدة لان تفعل اي شيء كي تجعل البليونير اليوناني آشتون ديمتراكوس يدعم طلبها لتبني ابنة قريبه الصغيرة. لكن آخر ما توقعته هو عرض الزواج! لم يكن امامها من خيار سوى القبول .. حتى لو لم يتوّقف الثري المتعجرف عن النظر اليها بتعال للحظة واحدة! يمكن لتابي ان ترى ان الرجل الوسيم مستفيد من هذا العرض اكثر مما يبدو للعيان. انما مع ارتفاع الستار الذي يفصل بين الحقيقة والكذب، هل سيتحوّل زواجهما الى اكثر من زواج صوريّ؟
---------------------------
الفصل الأول : لن أفسد حياتي
---------------------------
أعلن ستافوس فانو, محامى آش, بصوت ثقيل مختقاً الصمت المشحون بالتوتر, فيما فيما هو يرمق بقلق الرجل المتجهم, الطويل القامة, القوى البنية الذى يجلس قابلته على المكتب "هذه الوصية غير عادلة ابداً إذا ما أخذنا بعين الاعتبار تاريخ توسع الشركة و نجاحها." لم ينطق آشرون ديميتراكوس, المليونير اليونانى مؤسس شركة (دى تى الكبرى للصناعة) و المعروف باسم آش بين المقربين منه, بنبت شفة. لم يكن يثق بقدرته على الفولاذية على التحكم باعصابه إلا ان هذه القدرة خانته اليوم. لقد وثق بوالده انجيلو , بقدر ما يمكن له ان يثق بأحد ما, اى ليس كثيراً, إنما لم يخطر له ابداً ان الرجل العجوز يمكن ان يهدد الشركة التى بناها آش بجهده الخاص بهذه القنبلة التى شكلتها وصيته الأخيرة . إذا لم يتزوج آش خلال عام واحد, فسيخسر نصف الشركة و سترث زوجة أبيه و اولادها هذه الحصة, علماً بأن وصية والده منحتها الكثير. هذا لا يُعقل, إنه لطلب غير عادل يتناقض مع الضمير و النعايير الاخلاقية العالية التى ظن آش ان العجوز يتمسك بها. برهن ما حدث انك لا تستطيع ان تثق بأحد و كأن آش يحتاج إلى برهان و دليل, كما اثبت ان المقربين منك هم أقدر الناس على طعنك في ظهرك في لحظة لا تتوقعها. أكد آش من بين شفتيه المطبقتين "دى تى شركتى."
فعارضه سنافوس بصوت أجش : إنما ليس على الورق للأسف. لم تجعل والدك ينقل اسهمه لك على الورق, على الرغم من انها الشركة التى بنيتها انت, و لا نقاش في هذا." لم يجبه آش. و قطب حاجبيه فوق عينيه الداكنتين و الباردتين بروموشهما الطويلة جداً وراح يتأمل المشهد الشامل لمدينة لندن التى يشرف عليها مكتبه فيما بدت ملامحه الوسيمة جداً والنحيلة متحفظة و كتوترة للغاية. و عندما تكلم في نهاية الامر قال "إن الطعن بالوصية امام المحاكم سيتطلب وقتاً طويلاً و يُضعف كثيراً فدرة الشركة على العمل."
اقترح المحامى بضحكة خافتة ساخرة: "إختيار زوجة لك هو الحل الأقل ضرراً بالتأكيد. هذا كل ما تحتاج لأن تفعله كى تعيد الأمور إلى نصبها." فأجابه آش من بين اسنانه المطبقة, و قد اطلق العنان للحظات لطباعه الحادة فيما هو يفكر في المرأة المشوشة تماماً التى توقع منه والده المضلل أن يختارها للعب هذا الدور "كان ابى يعلم اننى لا انوى الزواج ابداً. و لهذا السبب تحديدا فعل فعلته هذه. لا اريد زوجة ولا اريد اولاداً. لا اريد لأىّ من هذا ان يفسد حياتى!" تنحنح ستافوس فانو و نظر إلى رب عمله نظرة مشوشة وراح يقيمه. لم يسبق له ان رأى آشرون ديميتراكوس غاضباً او لعل الأصلح أنه لم يره يُظهر اى شعور. فالمليونير, رئيس شركة دى تى, بارد كـ الثلج, بل لعله أشد برودة منه إذا ما صدقنا النساء العديدات اللواتى تخلى عنهن في قصص غرامه القصيرة. كانت تصرفاته الباردة و المنطقية, و تحفظه و انعدام الشعور الإنسانى لديه مضرب مثل بين من عرفوه. و تقول الشائعات إنه طلب من إحدى مساعداته, التى شعرت بآلام المخاض أثناء اجتماع عقده, ان تبقى حتى انتهاء الاجتماع. علق المحامى بحذر, و هو يفكر في زوجته التى قالت إنها ستصاب بالإغماء إن رأت وجه آشرون حتى في صورة "أعذرنى على بلادة ذهنى لكنى أرى ان النساء سيقفن صف كى يتزوجن بك. و التحدى يكمن في اختيار زوجة وليس في العثور على واحدة."
اطبق آش شفتيه في رد حاد على هذا الكلام, رغم انه ادرك ان الرجل اليونانى القصير القامة يحاول ان يقدم يد العون. كان يعلم انه يكفى ان يشير بإصبعه ليحصل على زوجة بسرعة و سهولة كما يحصل على اى امرأة لفراشه. و كان يدرك تماما ما يجعل المسألة بهذه السهولة: فالمال يشكل عاملاً جاذباً. فهو يملك اسطولاً من الطائرات الخاصة و مجموعة من المنازلحول العالم, فضلاً عن الخدم الذين يبقون دوماً على اهبة الاستعداد لخدمته و خدمة ضيوفه. و هو يدفع جيداً لقاء الخدمات الجيدة. كما كان عشيقاً كريماً لكنه يتخلص من المرأة بقسوة و سرعة كلما رأى علامات الطمع و السعي خلف المال أكثر و أكثر قبل ان يلاحظ الجسد الجميل ما جعل الجنس أقل مما يرغب على جدول اعماله. فهو يحتاج الجنس كما يحتاج الهواء ليتنفس و لم يستطيع ان يفهم لِمَ يجد الطمع و النفاق اللذين يترافقان معه منفرين للغاية. يبدو أن اثراً من الحساسية المفرطة التى يكرهها مدفون في مكان ما في اعماقه, و راسخ بحيث يعجز عن اقتلاعه من جذوره. و لعل الأسوأ هو أن آشرون عرف السبب الكامن خلف الوصية, و لم يسعه سوى ان يتعجب عن عدم قدرة والده على ان يفهم أنه يعتبر المرأة التى يحاول أن يدفعه نحوها بغيضة. قبل ستة اشهر من وفاة الرجل العجوز, حصلت مشادة عنيفة في منزل والدهـ, فتجنب آشرون زيارة المنزل منذ ذاك الحين مما شكل إسفينا إضافياً دُق في نعش عروس المستقبل. حاول أن يناقش المشكلة مع زوجة أبيه لكن أياً منهما لم يكن مستعداً للاستماع للمنطق و لغة العقل, لا سيما والدهـ الذى أثرت فيه قدرة السيدة على التمثيل ليقرر ان الشابة التى رباها منذ الطفولة ستشكل الزوجة المثالية لأبنه الوحيد. و عاد المحامى يقترح بعفوية "يمكنك طبعاً ان تتجاهل الوصية بكل بساطة و تشترى حصة زوجة ابيك في الشركة." رمق آش الرجل الذى يكبرهـ سناً بنظرة تهكميه و اجاب "لن ادفع ثمن ما هو حق لىّ. شكرك على وقتك."
فهم ستافوس إشارة آش فهب واقفاً على عجل ليغادر بعد أن قرر أن يُطلع زملاءه على الوضع فوراً بغية وضع خطة عمل "سنجد أفضل الأدمغة في المؤسسة لإيجاد حل لهذه المعضلة." اطبق آش أسنانه فبدا فكه قاسياً و كأنه صخرة منحوتة, و أومأ برأسه على الرغم من أنه لم يكن يأمل كثيراً في إيجاد خطة إنقاذية. فقد علّمته التجارب أن والده ما كان ليتصرف من دون أن يلجأ إلى مستشار قانونى ليطلب نصيحته وما كان ليضع شرطاً ملزماً كهذا في وصيته لولا ثقته بأنه غير قابل للنقض. زوجة! أثارت هذه الفكرة اشمئزازه. علم منذ صغره أنه لن يتزوج يوماً و لن يكون اباً لطفل ما. فهو لم يرث جينات الرعاية و الاهتمام و المحبة, و لم يرغب يوماً ان يكبر أحدهم على صورته و مثاله أو ان يكمل طريقه كما لم يشأ أن يورث طفلاً ما الجانب المظلم من شخصيته, هذا الجانب الذى لطالما حبسه في داخله و دفنه في اعماقه. في الواقع, هو لا يحب الأطفال حتى, و إحتكاكه المحدود بهم أكد قناعته بأنهم يسببون الإزعاج و الضجيج و أن التعامل معهم صعب للغاية. لِمَ قد يرغب أى عاقل بشئ لابد من رعايته على مدى اربع و عشرين ساعة في اليوم, شئ يحرمك النوم لـ ليالٍ؟ و لِمَ قد يرغب أى رجل بامرأة واحدة فقط في سريره؟ المرأة نفسها, ليلة تلو الأخرى, و أسبوع بعد الآخر. و ارتعد آش حين تراءت له صورة هذا القيد الجنسي. ثمة قرار عليه ان يتخذه, فقرر ان يتصرف سريعاً قبل أن يشيع خبر هذه الوصية السخيفة في سوق الاعمال و يلحق الضرر بالشركة التى تتمحور حياته حولها

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع