آخر الغُرباء


كانت مارغ قادره على أن تحصل على من تريد من الرجال ، شكل بعضهم تحديا أكثر من غيره ، غير أنهم جميعا كانوا تحت متناول يدها ، المسألة فقط ، مسألة لعبة لها ، وما أن يصبح الرجل تحت سيطرتها حتى يتلاشى الإعجاب ، ولكنها الآن شحذت أسلحتها من اجل هدف نبيل ، هو إنقاذ مستقبل صديقتها من براثن كورونواي ، كونت مارغ انطباعا بأنه متوحش مستبد لايتردد في استخدام ، قوته الجسدية ليحقق أهدافه ، ولكن هل هذا النوع من الرجال منيعآ أمام إغوائها ، سارت مارغ في طريق محفوفة بالألغام نحو راعي البقر الغريب ، و في ذهنها شعار قديم
يطارد الرجل المرأة حتى تصطاده
***
:نمر في المدينة
خرجت مارغوت بريسكوت من باب الحمام وخصلات شعرها الذهبي تتساقط فوق كتفيها -غلوريا؟ لامست ابتسامة خفيفة زاويتي شفتيها لدى رؤية رفيقتها في السكن....كانت غلوريا وارندر جالسة على في سرير منفرد ، تحدق إلى الفضاء حالمة ، أصبحت الفتاة الشقراء ماكرة ثم انتزعت منشفة عن رف الحمام ورمت بها رفيقتها مازحه. وقفت مارغ وقفة تأهب في باب الحمام ويدها على خصرها النحيل وعيناها الزرقاوان تضحكان على وجه الفتاة الأخرى المذهول: -غلوريا.........كان عليك إن تكوني مستعدة!ّ تنهدت غلوريا: -أيجب ذلك؟ ثم دفعت جسمها الصغير عن السرير وتوجهت نحو النافذة لتبعد الستائر في سبيل إلقاء نظرة على الخارج أردفت : -ليت ريف قادم الليلة.؟ هزت مارغ راسها وعادت لتقف إمام مرآة الحمام ومن هناك قالت: -أتريدين إهمال محاضرة الأدب الانكليزي؟ -لا لا أريد.........ولكن ......... تسللت نغمة حماس إلى صوتها : -لكنني لا انفك عن التفكير في إنني قد استيقظ لأجد كل ما جرى مجرد حلم .. لم تبرح نظرة المزاح عيني مارغ التي كانت تستخدم في تلك اللحظة قلم الكحل البني لتحدد حاجبيها الخفيفي اللون بدقه -غلوريا........انه أول طلب للزواج شع بريق السعادة في عيني غلوريا : -وسيكون الأخير !آه مارغ ...لقد طلب ريف يدي ! يريدني زوجه التوى فم مارغ المكتنز بابتسامه: -اعرف ياحبي .......سبق وأخبرتني بذلك -أراني مضطرة لتكرار ذلك لأصدق فعلا انه طلبني للزواج .........أنا لست جميلة مثلك ، لم اصدق نفسي عندما طلب مني الخروج معه في المرة الأولى أو المرة الثانية والثالثة والرابعة ومع ذلك لم احلم قط ، بلى حلمت بهذا ولكنني لم اصدق انه جاد في علاقته بي..! لم يقل كلمة عما يشعر به حتى الليلة الاخيره غمزتها مارغ: -الم أخبرك انه سيطلب يدك..؟ رمت غلوريا المنشفة التي رمتها عليها مارغ ونظرة أسى تسلل إلى قسمات وجهها -هل أصبت عندما أطلقت تلك الكذبة..؟لا ادري لأنني لا انوي ترك "مونتانا" من اجل وظيفة أو من اجل قضاء عطلة الصيف حتى .......... ذكرتها مارغ وهي تنقل قلم الكحل إلى الحاجب الآخر : -لكنه لا يعرف هذا......كما انك لم تخبريه بقبولك العمل خارج الولاية.......أليس كذلك..؟ -لا.....قلت له فقط إن رب عملك في كاليفورنيا وافق على أن نعمل في منتجعه هذا الصيف -إذن لم تكن هذه كذبه..لقد راسلني فعلا عمي فيليب ليخبرني إن لديه عملا إذا أردنا ذلك ، وجل مافعلته هو ادعاؤك الغموض بالنسبة لقبول العرض أو رفضه.. هزت كتفيها ثم عادت تركز على صورتها في المرآة .........تنهدت غلوريا واستندت إلى إطار الباب: -اعتقد هذا ..... لكن ،عندما تقعين في حب شخص ما تجدين إن من غير الصواب أن تقومي بمثل هذه الخدعة لفعل ما تريدين مدت يدها إلى خصلة من شعرها البني الداكن وراحت تلفها حول إصبعها قالت مارغ: -ريف يحبك....كان سيطلب يدك في النهاية .......مافعلته أنت هو تقريب الوقت .......كنت تعلمين انك واقعة في غرامه ولم يكن إمامك إلا إيجاد طريقة ليعلن حبه كانت الجملة الأولى........هي كل ما سمعته غلوريا: -لا افهم ابدآ لماذا أحبني ريف كونورواي ........كان يجب أن يتزوج فتاة مثلك جميلة ذكيه ، لافتاة خجولة عادية المظهر مثلي أمالت مارغ راسها جانبا فانسدل شعرها العسلي الأشقر الذهبي بحرية اكبر حول كتفيها .....كان شعرها الطويل مقصوصآ بطريقة فاخرة لتحقيق ذلك التصميم المدروس من الفوضى الذي لا تستطيع حمله إلا الجميلات -قد تكونين غلوريا من الخارج فتاة عادية ولكنك من الداخل شخصية جميلة ورائعة ، اعتقد أن الأضداد تتجاذب دوما.......أرى إن لدى ريف غريزة قوية إلى الحماية ويبدو أن خجلك يحرك عنده هذه الغريزة...... كادت تقول أشياء كثيرة ولكنها احتفظت بما نوت قوله لنفسها .....فريف معجب أيضا بتفوقه من ناحية الذكاء على غلوريا فهو ليس ممن يحب أن يسيطر عليه احد ، وتعتقد مارغ أن المرأة التي سيتزوجها فراشة عث بنيه لا فراشة زهور جميله. هو شاب طموح لا يعترض على أن تشاركه الأضواء زوجة جميلة لكن في قرارة نفسه يريد أن يجد زوجته جالسة بانتظاره في المنزل ، بعيدا عن المعجبين المستعدين لتسليتها في حال تأخره في العودة. كانت ثقة غلوريا بنفسها هشة جدآ.....ولقد قالت مارغ الحقيقة عندما ذكرت أن غلوريا شخصية جميلة من الداخل ، ولا يمكنها ابدآ التسبب بإيلام صديقتها بان تشير إلى الأسباب القاسية التي جعلت ريف يريدها زوجة له . عبست غلوريا وهي تشد خصلة الشعر وتلويها حول إصبعها: -ليتك لا تتكلمين بهذه الطريقة مارغ -لماذا..؟ أليس ما أقوله منطقيا وواقعيا..؟فالرجال أطفال طوال القامة ، نعم لكل منهم شخصيته الخاصه ، ولكنهم جميعا من الداخل أطفال صغار وما أن تفهم الأنثى هذا الواقع ، وتعاملهم على هذا الأساس حتى تكون الرابحة .....ليس عليك إلا إبداء التقدير لهم متى أجادوا عملا ما, والامتناع عن تدليلهم متى اخطئوا. -ما أسهل ما عندك ، فليس هناك رجل لا ينجذب إلى سحرك وجمالك إن أردته. تسلل حسد بسيط إلى صوتها وهي تتفرس في قسمات مارغ الفاتنة..،قسمات قد تتغير من الجاذبية الشديدة إلى البراءة المفرطة. -هذا صحيح توقفت فرشاة الرموش عن الحركة ، كان لون عينيها اللازوردي يزداد عمقا عندما نظرت بغرور إلى انعكاس صورة غلوريا في المرآة.... أردفت مستدركه.. -يبدو هذا غرورآ مني.........لم اعن ماقلته حقا! -أنت لست مغرورة ابدآ بل واثقة بنفسك....لوكنت مثلك لقلت قولك...أنا مسرورة لأنك لا تنظرين إلى ريف

تحميـــــل الملــــف مـــن هنــــــا