الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

قبل الغروب
Dark Castel

الكاتبة : آن ميثر
------------
الملخص
------------
لا بد أن نيللي فقدت عقلها عندما وافقت على القيام بهذه الرحلة ، فليس هناك وظيفة تستحق منها هذه التضحية . على كل حال أوان التراجع قد فات ، وها هو آنغوس سويار ينتظرها عند المحطة فكيف تستطيع التعامل معه بعد كل ما حدث بينهما؟ . . . ووسط الثلوج المتساقطة ، في قصر يسبح على الماء حدث اللقاء . ولاحظت نيللي أن جاذبية آنغوس أصبحت أخطر مما كانت ، ولم تساعدها مشاعرها في مقاومته . فحاولت الهرب ، ولكن هذا كان مستحيلاً بدون علم سيد القصر . . .  
----------------------------------
الفصل الأول : إلى بلاد الضباب
----------------------------------
اتطلق القطار من محطة ماليغ وحالما اختفت المحطة في الظلام الضبابي لم يبق أمام نيللي إلا النظر إلى انعكاس صورتها على زجاج نافذة مقصورتها . كان القطار فارغًفا تقريبًا ، إنما هذا لم يدهشها فليس هذا الوقت من السنة ملائمًا للعطلات . . ووجدت أن جوًا من الكآبة يحلق بالمقاعد الخالية التي منذ أسابيع خلت كانت تمج بالزوار التائقين لاختبار هذه الرحلة في اتجاه واحد هو بولهي . نيللي لم تكن تعرف المنطقة ولا مباهجها فهي حتي أسابيع مضت لم تکن قد سمعت بها . ولكن ماكس سمع بها ، وكانت فكرة مجيئها إلى هنا فكرته ، وربما كان يعتقد أن جمال المناظر قد يعوض عليها بطريقة ما ، ما كان يجعلها تفعله . تنهدت لقد كانت رحلة طويلة متعبة ، وشعر بالتوتر والإرهاق . لم تكن ترغب في أن تأتي أصلاً ، والساعات الطويلة من العزلة لم تغير رأيها لقد اختارت السفر بالقطار بدلاً من سيارتها لسببين : أولاً ، لانها تعتقد أن هذه الوسيلة أسرع وثانيًا لأن الرحلة ستكون اخف وطأة . ولكن مع مرور الساعات والتيقن من علدم فائدة مقصورة النوم التي حجزنها لفسها في الدرجة الأولى بسبب انشغال تفكيرها ، فقد بدأت تتمني لة أنها الأن تركز تفكيرها على القيادة ، ليبعدها هذا عن قلق أفكارها . ارتجفت لأنها تحس بالبرد . لقد انتظرت في المحطة ساعات ولم يبعد معطفها الجلدي الريح الباردة التي كانت تهب من الجبال صافرة فى المحطة الصغيرة . . ولكن هذا القطار لا يسير سوى مرتين في اليوم . . ومع أن المسافة ما عادت تبعد سوى أميال ، فهذه الرحلة هي وسيلتها الوحيدة للوصول إلى ماندريغ . ماندريغ ! . . حدقت إلى ظلمة الخارج بكآبة تتساءل لماذا عزل آنغوس نفسه بعيدًا عن الناس وهي من لم تتصوره قادرًا على العيش بعيدًا عن لندن ، أو عن الأماكن التي يفضلها في السابق ، كانت تعلم أنه ما زال يحتفظ بشقته في سانت شارل ، لأنها اتصلت هاتفيًا إلى هناك أولاً فقيل لها إن السيد سويار سافر إلى ويلز منذ بضعة أسابيع . تكورت يداها في حجرها . . . راسلته على عنوانه في ماندريغ وهو العنوان الذي أعطاها إياه صاحب دار النشر الذي ينشر مؤلفاته وكان الرد على الرسالة مختصرًا ومحددًا . . إن أرادت رؤيته فما عليها إلا المجيء إلى ويلر . حاولت التفكير بطريقة إيجابية ، فأملت أن يكون في ماندريغ فندق لائق ، لأنها تريد أن تطمئن إلى وجود وجبة جيدة ومكان تنام فيه ليلاً قبل أن تستجمع شجاعتها لتستطيع مواجهة آنغوس . صحيح أنها أرسلت برقية تخبره فيها بموعد قدومها وتخبره بأنها إن استطاعت رؤيته غدًا ستتمكن من العودة إلى ماليغ ليل غد لتقفل راجعة في اليوم التالي . فتحت حقيبة يدها لتتخرج علبة التجميل الصغيرة . . تأملت بدهشة صورتها في المرآة الصغيرة . . فإذا العينان النجلاوان البندقيتا اللون تحدقان إليها بارتخاء كان سببه قضاء ليلة أمس في أرق وسهاد . . لم تستطع إلا أن تتساءل فيما إذا كان آنغوس سيلاحظ أي تغيير في مظهرها ، أو في شكلها الرقيق ، أو في تجاويف عنقها . . لقد أصبحت أنحل عن ذي قبل . أقفلت علية المساخيق بحدة وأعادتها إلى الحقيبة . . لن تفكر في هذا فهي لم تأت إلى هذه المنطقة للانغماس فى عواطف تثير الضعف . . إنها هنا في عمل لذا لن تسمح للعاطفة بالتدخل . . فقد انتهى أمر كل ما حدث . ولولا سفر آنغوس إلى مكان ناء فى جنوب فرنسا لكانا الآن مطلقين . مع ذلك ، بقيت تحس بالقلق . . فما أسهل أن تأمر نفسها بألا تفكر ، وما أصعب أن ينفذ عقلها الباطني الأمر فهو معتاد على عصيان النصائح ، ربما من الأفضل لها أن تفكر في الماضي من باب الإذلال الذي عانته على يديه . . سحبت نفسًا غير ثابت . . . ما تزال الذكرى مؤلمة والكرامة ما تزال حساسة . أجبرت نفسها على التفكير فى أفنية أخرى . . ففتحت حقيبة أوراقها الصغيرة ، وأخرجت الملف الذي بدأت بإعداده وراحت تقرأ التفاصيل العادية التي دونتها بتحفظ . « تلقى آنغوس سويار ، ابن المرحوم البروفسور ايترك سويار ، المحاضر والفيزيائي ، تلقى علومه في جامعة أوكسفورد . . وانضم إلى عداد موظفى صحيفة وطنية بعد ما ترك الجامعة ، وحقق نجاحًا باهرًا بازر على صعيد الصحافة . فيما بعد ، انتقل إلى التلفزيون ، وأصبح مراسلاً وكان مركزه في جنوب فرنسا وفي الآونة الأخيرة عاد إلى البلاد . ومن الجدير بالإشارة أن السيد سويار ألف قصة سياسية تعتبر من روائع القصص وهي مرشحة لتكون عما قريب فيلمًا سينمائيًا ! » . توقفت عن القراءة فنظرت من النافذة باكتئاب . . كان القطار في تلك اللحظة يتوقف في محطة ، ولكنها لم تكن محطة ماندريغ . . راقبت عن غير وعي تقريبًا ، الرجل الأحمر الوجه الذي يحمل عدة صيد السمك والذي كان يجلس معها في المقصورة ، قبل أن يترك مقعده للوقوف أمام الباب . . وعندما رحل لم يبق في المقصورة سواها وسوى امرأة أخرى . ثم ارتفعت صفارة وانطلق القطار مجددًا . . عندها أجبرت نيللى نفسها على متابعة القراءة وإن على مضض . ولكن ذلك لم يمنعها من التفكير في ماكس الذي يتوقع منها مقابلة جيدة . فعملها ممتاز ، وطالما كار ممتازًا وهو الشيء الوحيد الذي كان مشتركًا بينها وبين آنغوس ، مع أنه في النهاية ، كان السبب الرئيسي في انفصالهما ، ولكنها الآن يجب ألا تسمح للمسائل الشخصية بالوقوف في طريقها . ما كانت تريد أن تعرفه منه ، هو دافعه لتأليف مثل هذه القصة الاتهامية للنظام السياسى كله . وهلى بنى قصته على وقائع معينة أم على تجربة شخصية ، وهل أثر شيء في وجهات نظره ؟ ثم هناك سؤال يتعلق في ما إذا كان ينوي تأليف قصة أخرى ، أم أنه قد شرع بتأليفها فعليًا ، وإذا كان قد شرع بها فعمَّ تدور ؟ إن أسباب اختياره العيش في قصر ناء في ويلز تثير الشكوك . . وأخيرًا ثمة سؤال يتعلق بما يخططه للمستقبل ؟ دونت سرعة ملاحظات مختصرة وأقفلت الملف . . وثم فكرت بمرارة يا لهذا الموقف ! . . هل جنت عندما وافقت على القيام بهذه الرحلة ؟ وهل هناك وظيفة في العالم جديرة يمثل هذه التضحية ؟ . . طبعًا لم يجد ماكس تضحية في الأمر . . فزواجهما بالنسبة له انتهى يوم انفصالهما ، ولأنه كان مستعدًا لاستغلال هذه العلاقة ليكسب هذه المقابلة التي لا تستطيع الحصول عليها أية مجلة أخرى ، فهو لم يكن ليعتبر أن إعادة اتصالهما ، سيكون ملزمًا لأي منهما بأية طريقة . . والطريقة التي وضع فيها طلبه ، لم تترك مجالاً للشك في أنه يضع وظيفتها كمساعدة له على المحك إن رفضت . حين راسلت آنغوس في البداية تطلب منه مقابلة صحافية توقعت منه الرفض ، ولهذا قبلت تحدي ماكس بكل هدوء . كان آنغوس قد رفض الدعايات على كافة أشكالها لذا شاع أنه رجل يلوذ إلى التنسك وهذا ما صعب على نيللي تصديقه . . لكن آنغوس لم يرفض طلبها ، بل دعاها لزيارته في معتزله الويلزي لتقوم هي بالمقابلة الصحافية وهذا ما خلق موقفًا ملأ قلب ماكس هيلنغ فرحًا ، ونفس نيللي خوفًا وكآبة . كان شرط آنغوس الوحيد هو مجيئها وحدها ، ولكن أسوأ ما كان عليها فعله اطلاع أمها على الأمر . . وليندا . من الغريب أن تبقى هي وليندا صديقتان بعد ما حدث . ولكن ليندا أرادت هذا ، وهى على أي حال الشريكة البريئة في خيانة آنغوس . . وقد شعرت ليندا حين انفصل آنغوس ونيللي بالانزعاج الشديد وتعاطفت مع نيللي مظهرة الأسف على ما آلت إليه الأمور

تحميل الرواية مكتوبة

تحميل الرواية مصورة

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع