الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع
الكاتبة : آن مكاليستر
------------
الملخص
------------
لا أحد أكثر سعادة من هيوغ ماكغيلفري أو هكذا كان قبل أن تعلق صنارته وهو يصطاد لم يكن صيده سمكة أو حوتا أو قرشا كان امرأة . امرأة غاضبة جدا هل هي حورية البحر ؟ هل هي حقيقية ؟ هل عقله سليم إنها أخطر وأجمل من أن تكون حورية بحر ومعها بدأت متاعب هيوغ فسعادته غرقت في البحر الذي خرجت منه سيدني إنها الآن هي الصياد فكيف سيفلت من شباكها ؟
------------------------
الفصل الأول : حورية و صياد
------------------------
إنها ليست الجنة بالتحديد . . . لكنها تمثل تقريباً كل ما يصبو إليه من الكمال .
هذا ما قرره هيوغ ماكغيلفراي وهو يتكيء إلى الخلف على كرسيه ، في قاربه الذي راح
يهتز بنعومة . حرك صنارته بيده ، متمنياً لمرة وحيدة وأخيرة أن يصطاد شيئاً ، فيما هو
يمضي الوقت بتكاسل مراقباً غروب الشمس في البحر الكاريبي في نهاية ذلك اليوم .
إنه يوم شبيه بتلك الأيام المثالية التي يتذكرها منذ طفولته . تلك الأيام التي كان
يحلم بها خلال السنوات التي عاشها كربان في سلاح البحرية، حيث تتحكم
القوانين والنظام والتعلق المفرط بالنظافة والأناقة بساعات يومه كلها . صمم هيوغ
أن يتمتع بمثل هذه الأيام مرة ثانية، وتصميمه هذا كان خلف قراره بترك البحرية
منذ خمس سنوات، والعودة إلى بلدته ليؤسس عملاً خاصاً به فينقل الركاب بطائرته -
الخاصة في أنحاء الجزيرة الصغيرة بليكان كاي .
يعمل هيوغ معظم الأيام بنقل المسافرين والحمولات بين الجزر والمدن
الساحلية للبلاد، وهو يشعر بالسعادة لقيامه بذلك العمل .
- لا أشعر بالملل ولو للحظة واحدة .
هذا ما أخبر به أخاه لاشلان الأسبوع الماضي، بنبرة ملؤها الفرح . لكن تلك لم
تكن الحقيقة الكاملة .
ففي بعض الأيام، قد لا يرغب أحد بالذهاب إلى أي مكان، و لا أحد يطلب
إرسال أي شيء إلى أي كان. في مثل تلك الأيام تصبح
كان. في مثل تلك الأيام تصبح الأعمال راكدة كمياه
المستنقعات . ومع ذلك، فإن هيوغ يحب تلك الأيام كثيراً ، لأنه يصبح حرا طليقاً ،
كما هو اليوم على سبيل المثال . فكر بذلك وهو يبتسم ويهز كتفيه .
هز صنارته قليلاً، ثم حرك أصابع قدميه ، مستمتعاً بجمال الغروب وبهواء
البحر الناعم الذي يعبث بشعره .
بالطبع، كان بإمكانه العودة إلى المكتب لمساعدة شقيقته مولي، فيعمل على
إصلاح محرك الهليكوبتر أو يقوم بأعماله المكتبية أو يراجع بعض الفواتير . . . لكن
الأوراق والفواتير ستكون هناك غداً، وكذلك مولي . لا شك أنها أكثر سعادة لأنه
اختفى عن ناظريها اليوم . فمع أنهما صديقان مقربان من بعضهما البعض، و قد
تشاركا بالعمل خلال السنوات الأربع الأخيرة، بحيث تقوم مولي بأعمال الصيانة
والتصليح ، وهيوغ يقود الطائرة، لكنهما يصلان، في معظم الأوقات، إلى حدود
التصادم ، إذا عملا معاً لساعات طويلة . أكد لنفسه أن ابتعاده هو عمل حكيم دون
شك، مفكراً بطبع مولي الحاد النزق . لقد لوح لها مودعاً عند الصباح، ثم صفر
لكليته الاسكتلندية، بالي، وتوجه لتمضية يومه في الصيد .
راح يعبث بصنارة الصيد بين الحين والآخر ، وما إن انحدرت الشمس في البحر
حتى اندفع عائداً إلى المنزل . راقب هيوغ باهتمام طفيف الزوارق البخارية السريعة
المندفعة حوله، لكنه لم يشعر بأي دافع ليتحرك بسرعة أكبر. إذا أراد السرعة ،
بإمكانه الطيران . أما اليوم فهو يريد الانجراف مع الماء. لوح للزورق البخاري
الذي ينقل السائحين من بليكان كاي إلى ناسو عندما مر أمامه قبل عدة ساعات .
لوح السائحون له بدورهم، وقد أرهقهم السفر تحت أشعة الشمس، لكنهم مع
ذلك بدوا سعداء. غير أنهم ليسوا أكثر منه سعادة .
لا أحد أكثر سعادة من هيوغ ماكغيلفراي في قاربه الخشبي القوي . . . حتى
أولئك القوم الأثرياء الذين رآهم يحتفلون في اليخت الكبير . مر ذلك اليخت بقربه
منذ وقت قريب ، وما زال بإمكانه سماع أصوات الموسيقى تتناهى إليه منه ، وما زال
بإمكانه أن يرى أنواره تلمع في الغسق وهو يتجه إلى الشمال الغربي .
كان البراد مليئاً بالثلج والعصير والشطائر عندما غادر الشاطيء صباحاً . أما
الآن فهو مليء بالسمك الذي وضعه فوق ما تبقى من الثلج . . أصبح لديه من
السمك ما يكفيه لمدة أسبوع كامل ، بل يكفيه أيضاً للمشاركة به بسخاء مع مولي ولاشلان وفونيا ، زوجة لاشلان .
هذا اليوم ، أمل أن يصطاد سمكة أكبر من تلك التي أحضرها لاشلان إلى المنزل