الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

حب فوق الشجرة
The Boss’s Wife For A Week

الكاتبة : آن ماكاليستر
------------------------
الملخص
------------
من أجل الحصول على صفقة مربحة، يحتاج سبنسر طياك إلى زوجة لمدة أسبوع، فكيف يمكنه أن يجد هذه الزوجة؟ ولكن الأهم كيف نسي أن لديه زوجة بالفعل؟كانت سكرتيرته الرزينة سادي موريس معه دائماً تذكّره، تنظّم حياته، تنظّم عمله هل هو ذنبها أنها ذكّرته أن لديه زوجة بالفعل، ولا حاجة لأن يبحث عن واحدة؟ ولماذا سيجعلها تدفع ثمن هذه الذكرى الغلطة التي ما تزال تؤرق لياليه حتى بعد 4 سنوات
------------------------
الفصل الأول : لن تنسى
------------------------
الأعمال المكتبية هي التي أبقت سادي موريسي مربوطة بسبنسر طياك، فهذا الأخير لا جدوى ترتجى منه في هذا المضمار. ولو أن الأعمال المكتبية هي من ضمن مهامه لما أنجزت مطلقاً، ولما تيسر له القيام بأعماله. شركة طباك الاستثمارية هي شركة خاصة ناجحة جداً، وتتطور باستمرار، لأن سبنسر يملك عيناً ثاقبة، وحدساً داخلياً دقيقاً، ومبادىء استثنائية . وبالطبع لأن لديه سادي التي تهتم بكل التفاصيل . إنها تقوم بهذا العمل منذ أن كانت طالبة في الثانوية، وهو بالكاد في الحادية والعشرين من عمره. والآن، بعد مرور اثني عشر عاماً، بات
سبنسر يملك استثمارات متعددة في القارات الخمس . لا بد أن أعماله تملأ العالم الآن، هذا ما تفكر به سادي أحياناً، غير أنها لا تستطيع الاستمرار في تحمل ذلك العمل. اعتادت أن يقول لها : «عليك أن تنظمي الملفات بسرعة أكبر»، ثم يبتسم لها تلك الابتسامة الفاتنة، لينطلق بعدئذ إلى لندن أو باريس أو أثينا أو نيويورك . فتمسك بورقة وترميه بها ، فيبتسم من جديد ويغمزها . تقاوم سادي الابتسامة، وتقاوم غمزته، وتقول له بضيق : «إنني منشغلة بما فيه الكفاية، شكراً لك . كما أنني لا أعمل فقط في ترتيب الملفات» . بالطبع هو يعرف ذلك. يعرف أن سادي هي من تبقي الأعمال وهي التي يمكنها أن تضع يدها على الورقة المطلوبة في أية لحظة ، وهي التي يمكنها أن تعقد اجتماعاً بين أشخاص من القارات الخمس في غضون دقائق، وهي التي يبقى دفتر ملاحظاتها مليئاً بـالـعـنـاويـن والمعلومات
إنه يقول ذلك ليزعجها فقط، ثم يبتسم لها من جديد، ويمطرها بعشرات الطلبات التي يريدها أن تقوم بها. بعدئذ يختفي، ليلحق بطائرة أخرى بينما تعود سادي إلى عملها . حتى السنة الماضية كان لديها سبب هام للبقاء في بوت، فقد صممت على الاعتناء بجدتها العجوز . أما الآن فمضى ستة أشهر على وفاة جدتها ، وها هما والداها بحثانها على القدوم إلى أورجون حيث يعيشان، بينما بعدها أخوها داني بعدد لا يحصى من المقابلات في شركات هامة في سياتل. لكن سادي لم تذهب، فهي تحب بوت بتاريخها الشهير وحياتها القاسية. إنها تحب تلك الأراضي الشاسعة، ولا تزال تعتبرها أفضل
مكان على وجه الأرض. كما أنها تحب حياتها بكل ما فيها، وأهم ما فيها عملها . فهي وسبنسر عملا معاً بشكل رائع، كما أن العمل بحد ذاته مثير، ويتطلب منها مجهوداً دائماً، مع أنها تكاد تجن أحياناً بسبب العمل لساعات طويلة للقيام بأفضل ما يمكنها . . في بعض الأيام، كهذا اليوم مثلاً ، تفكر سادي أنه يلزمها أذرعاً عديدة كالأخطبوط. لكن حتى ثمانية أذرع لن تكون كافية للتعامل مع مشاريع طياك للاستثمار التي راحت تتصارع معها في فترة ما بعد الظهر . عملت على إنهاء تفاصيل اجتماع سبنسر في فيجي الأسبوع القادم . قامت سادي بتنظيم جدول الأعمال له ولمساعديه لقضاء أسبوع في إحدى جزر فيجي الصغيرة، في منتجع مخصص للمحبطين ولرجال الأعمال الذين يغرقون أنفسهم في العمل، وهو تحد صارخ . فرجال الأعمال الذين يجولون العالم لتحقيق أهدافهم لا يملكون برنامج عمل يسمح لهم بتمضية أسبوع راحة حتى ولو في الجنة. قال لها سبنسر في آخر مرة ذهب فيها إلى بوت : «نحن لا نريد تمضية أسبوع راحة . نحن فقط نريد الذهاب إلى هناك لنرى المكان، ونحدد السعر، وإذا نجح الأمر، سنشتري المكان ونستثمر
وافقته سادي قائلة: «هذا ما تريده أنت ، لكن السيد إيزوغاوا يريدك أن تعيش تجربة السلام التي تريد أن تستثمر أموالك فيها» . هذا ما تم الاتفاق عليه وبمنتهى الوضوح خلال الحديث الأول الذي أجرته مع رجل الأعمال الياباني ناداهبرو إيزوغاوا. على الرغم من أن السيد إيزوغاوا يبحث عن شركاء، إلا أنه لا يريد فقط مجرد شركاء، بل شركاء يؤمنون بمفهوم المنتجع ، لذا يريدهم أن يجربوا الإقامة فيه مباشرة . تجهم وجه سبنسر، وعلق: «تجربة السلام التي سنستثمر بها؟ نحن لا نريد تجربة أي شيء. نريد شراكة في المكان كله» . قالت سادي بصبر: «إنه يتوقع أن تذهبوا جميعاً، وتمضوا أسبوعاً هنك لتكتشفوا المكان جيداً، وتمتنوا الروابط العائلية لديكم» . - أنا ليست لدي عائلة .
- قل ذلك للسيد إيزوغـاوا. إنه شخص متحمس جداً للزواج وللعائلة، ولهذا السبب هو يعمل بجد. لكنه يظن أن الأشخاص الذين يعملون بجد تختلط الأولويات لديهم في بعض الأحيان. وهنا تأتي الحاجة إلى «نانومي» وهي تعني التذكر . السيد إيزوغاوا أخبرها بتلك الأمور عندما شرح لها أسباب رغبته في تطوير المنتجع. إلا أن سبنسر رفع حاجبيه بتلك الحركة المشككة التي تعرفها سادي جيداً. فرفعت كتفيها بلا اهتمام بدورها . - الأمر يعود لك، لكنه يقول إن كنت تريد الدخول كشريك، فهو يريدك أن تمضي برفقة عائلتك أسبوعاً هناك لتجربة المكان . أدار سبنسر عينيه متأففاً، لكن رغبته بالحصول على المنتجع انتصرت عليه . أخيراً رفع كتفيه وقال : «حسناً! سنفعل ما يريده . اهتمي بالأمر» . وهذا ما فعلته . . . احتاجت إلى عدة أيام لتتأكد من خلو برنامج عمل كل من الشركاء للأسبوع القادم، وبعد ذلك قامت بكل ترتيبات السفر الضرورية من أقاصي العالم إلى الجزيرة التي يقع عليها المنتجع . خلال قيامها بعملها
أجابت عن آلاف الأسئلة من الزوجات المندهشات اللواتي اتصلن بها ليتأكدن أن اقتراح قضاء إجازة لمدة أسبوع في فيجي، هو فعلاً قيد التحقيق . قالت لها ماريون تن ايك: «لم نحظ يوماً بعطلة، فجون يعمل بصورة دائمة . أما زوجة ستيف والكر، كاتي، فقالت الكلام نفسه تقريباً .. كذلك زوجة ريتشارد كارستيرز، ليون، التي راحت تتصل بها يومياً لتسألها : «هل أنت متأكدة؟ أمتأكدة حقاً؟ وهل يعرف ريتشارد بالأمر؟» . رن جرس الهاتف من جديد، فأغمضت سادي عينيها وصلت لتحظى بمزيد من الصبر؛ في الواقع هي ليست بحاجة لثماني أذرع، بل لثماني آذان أيضاً، هذا ما فكرت به باستياء وهي تمد يدها لتمسك سماعة الهاتف. قالت : اطباك للاستثمار!» .
وجاءها الجواب على شكل أزيز عبر الهاتف، يرافقه صـوت مـن الواضح أن اللغة التي يتكلم بها ليست الإنكليزية . - آه . . إيزوغاوا سان، كونيشي وا . كم يسعدني سماع صوتك! حسناً! السيد إيزوغاوا هو الشخص الوحيد الذي لم تتحدث إليه ال الامن بات in اليوم. - سيصل الجميع نهار الأحد. لدي كل التفاصيل عن رحلاتهم . أعطته سادي المعلومات، وابتسمت عندما أبدى إعجابه وسعادته بما أنجزته. اكتشفت أن معرفة السيد إيزوغاوا برجال الأعمال الغربيين لا تتعدى رؤيته لهم في أفلام السينما . وبما أن سادي تعمل بجد وبسرعة السهم لإتمام هذا العمل، اعتقد أنها أعجوبة. أخذ منها الرجل كل المعلومات التي قدمتها له، ثم قال: «لا بد أن تأتي أنت أيضاً» . أجابت سادي وهي تبتسم : «شكراً لك . أحب أن أفعل ذلك، لكن لدي أعمال علي القيام بها هنا» . - وإن يكن! أنت تعملين يجهد كبير، ويجب أن تحظي بعطلة وبحياة
شخصية أيضاً . كيف له أن يعلم أن لا حياة شخصية لديها؟ قال : «تحدثي مع سبنسر، وسينظم الرحلة بنفسه» . لا يأخذ سبنسر عطلة لنفسه، وهي تعلم أنه لا يرى أي سبب لأي شخص آخر ليفعل ذلك أيضاً. لا تتذكر سادي مطلقاً أنها أخذت أي إجازة، مع أنه يحق لها بعطلة مقدارها أسبوعين سنوياً. قالت للسيد إيزوغاوا : «ربما في يوم ما» . ومع ذلك، عندما انتهى الاتصال بالسيد إيزوغاوا، أخذت تفكر بما قاله. ليس بالذهاب إلى فيجي بالطبع، فليس لديها أية فرصة للقيام بتلك العطلة. لكن ربما يجب عليها التفكير بالرحيل . . . بالانتقال بعيداً . لطالما تذمر روب مكونيل، الرجل الذي تواعده منذ أشهر، بسبب تفانيها في العمل . قال لها ذات مرة: «لا وقت لديك للقيام بأي شيء إلا عملك اللعين، أنت تضيعين شبابك سادي» .
لم يكن من عادة روب التكلم بفظاظة، لكنها تعلم أنه يزداد توتراً وضيقاً بسبب رفضها الزواج به، ولأنها لا تريد أية علاقة معه. وهي لا تلومه، فهو رجل لطيف ومميز، وهو يريد الزواج وإنشاء عائلة . أخبرها ذلك بنفسه . كما أنه على حق، فهي لم تعد شابة . إنها في الثامنة والعشرين من عمرها، وإن كانت تريد أن تهتم بحياتها فعلاً، فهي بحاجة إلى القيام بأمر ما . وسادي تريد فعلاً أن تهتم بحياتها بكل جدية، لكن ليس مع روب. وتلك هي المشكلة!
ربما عليها الانتقال من هنا . إنها تفكر بالأمر منذ أن قدم شقيقها داني من سياتل لزيارتها الأسبوع الماضي، وقد أحضر زوجته والتوأمين البالغين من العمر سنة واحدة. يومها شعرت بصدمة قوية. فلطالما كان داني متمسكاً بحريته، ولا يرغب بأي قيد تماماً مثل سبنسر. رؤيتها لأخيها كرجل محب للعائلة، أربكتها وأثارت حيرتها . قال لها في الليلة السابقة لرحيله : «من كان يظن أنني سأستقر قبلك» .

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع