الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

عندما يتكلم الحب
A Spanish Engagement

الكاتبة : كاثرين روس
------------
الملخص
------------
كانت كاري مايكلز تحتاج الى خطيب في الحال! فقد انقلبت حياتها رأسا على عقب إثر تبنيها ابنة أخيها اليتيمة، وهي الآن لا تجد لمشكلتها مع هذه الفتاة الصغيرة الا حلا واحدا. إيجاد رجل والتظاهر بأنها مخطوبة له!ل م تستطع ان تصدق حظها الجيد عندما عرض عليها المحامي الاسباني الجذاب ماكس سانتوس ان يصبح خطيبها المزيف. ولكن في لهفتها للقبول لم تنتبه الى انها لا تعرف الكثير عن حاجة ماكس الخاصة لهذا العرض
-----------------------------
الفصل الأول : غريبان و..... كذبة بيضاء
-----------------------------
أليس من الغرابة أن تتغير الحياة فى لحظات ؟ فكرت كارى بذلك وهى تأخذ مكانها فى القسم المخصص لرجال الأعمال فى الطائرة. فى الماضى كانت تأخذ وقتها بعد إنهاء جدول مواعيدها خلال رحلة العمل إلى مكتب باريس و تستمتع بفترة تسوق فى الشانزيليزيه لكنها فى هذه الأيام ما عادت تهتم بذلك كله....فالوصول إلى المنزل فى الوقت المناسب لتكون مع ابنة أخيها بات محور تفكيرها الأن تفقدت كارى ساعة يدها عندما أعتذر القبطان عن التأخير فى الإقلاع و أعلن أن الوقت المتوقع لوصولهم إلى برشلونة هو الرابعة ونصف. تساءلت أن كانت ستتمكن من الوصول إلى المنزل فى الوقت المناسب كى تصطحب بنفسها مولى من المدرسة. عادة لا يسبب تأخيرها أى مشكلة لأنها استخدمت مربية لتساعدها و تحل مكانها فى وقت كهذا أما هذا الأسبوع فقد طلبت سيلفيا أجازة لتسوية مشاكل خاصة بها . بدت الفتاة تعيسة ما جعل كارى تشعر أنها مجبرة على الموافقة.
بطريقة ما تمكنت كارى من تدبر الأمر بإجراء تبديل فى مواعيدها فتمكنت من اصطحاب مولى بنفسها طيلة الأسبوع. ورغم صعوبة الأمر إلا أنها استمتعت به حقاً. فى الواقع غدت أجمل لحظة فى نهارها لحظة رؤيتها لابنة أخيها و هى تخرج راكضة من الصف بابتسامة كبيرة على وجهها فيما جدائل شعرها الغامقة تقفز عالياً . فحرارة هذا الاستقبال و الطريقة التى ترتمى بها بين أحضان كارى أمران يؤثران فيها و يسعدانها . تعمل كارى مديرة تنفيذية ناجحة فى وكالة إعلانات و اعتادت على الوتيرة السريعة فى حياتها. أما الآن فعليها الإقرار بأن أولوياتها فى الحياة شهدت انقلاباً جذرياً خلال الأشهر القليلة الماضية و ذلك منذ وصول مولى لتعيش معها. فجأة لم تعد حياتها المهنية تشكل محور حياتها و هذا يمثل تغيراً كبيراً بالنسبة لـ كارى . لطالما كانت متفانية فى مهنتها فهى أول الواصلين إلى المكتب صباحاً و آخر من يغادر مساءً .إنه ذلك التفانى المطلق الذى أوصلها إلى وظيفتها المرموقة فى مكتب الوكالة فى برشلونة أما هذه الأيام فهى تتلهف للعودة إلى المنزل و بدلاً من قراءة تقارير العمل فهى تقرأ قصص ما قبل النوم لـ مولى. بدأ زملاء كارى فى العمل يلاحظون التغيير فى نمط حياتها...بالاضافة إلى ذلك فأن الأمور لم تكن تسير على أفضل ما يرام مع رئيسها المباشر . إن وظيفتها متعبة جداً و مليئة بالضغوط غير أن المكافأة أيضاً مرتفعة و هذا أمر جعل الكثيرين ينتظرون أن تزل قدمها و ترتكب الأخطاء .
لكن كارى لم تكن تنوى أرتكاب أى هفوات . فبالرغم من أن مشاغلها هذا الأسبوع دفعتها إلى أقصى قدراتها غير أنها حصلت على العديد من العقود الجديدة فأثبتت بذلك أنها مازالت تبرع فى وظيفتها و تتقنها بشكل ممتاز. مضت حتى الآن ثلاث أشهر على الحادث المأساوى الذى حرم الفتاة الصغيرة والدها و لم تتردد كارى فى أخذها بين أحضانها . مولى هى ابنة أخيها غير الشقيق و ليس لديها أقارب باستثناء جديها الموجودين حاليا فى أستراليا و مولى بالكاد تعرفهما .
لم يتطلب الأمر من كارى سوى نظرة واحدة إلى الفتاة الجالسة بانتظارها فى مركز الشرطة كى توقع على الاستمارات اللازمة لانتقال مولى إلى عهدتها . فى الواقع تقدمت منذ بضعة أسابيع خلت بطلب تبنى الطفلة بشكل قانونى إلا أنها استلمت منذ بضعة أيام رسالة منذرة بالسوء من جدة مولى . ذكرت الجدة فيها أنها غير راضية عن الموضوع و أنها تريد أن تحضر لمقابلتها . من المتوقع أن تصل جدة مولى مساء الغد. كارى تشعر بشئ من القلق بشأن هذه الزيارة. غداً هو يوم الجمعة و على كارى إنجاز أعمال يوم كامل قبل أن تضطر إلى التفكير بجدة مولى . بالإضافة إلى ذلك فأن غداً هو يوم هام بالنسبة إليها فهى تأمل بأن تفوز بعقد عمل دعائى لصالح شركة سانتوس . طلب منها مديرها خوسيه أن تذهب قدماً فى مهنتها و تعلم كارى أنه بدأ يراقب أداءها بعينين ناقدتين إلا أن الاختبار الحقيقى يكمن فى قدرتها على تسويق أفكارها لمدراء شركة سانتوس خلال اجتماعها بهم غداً. فتحت حقيبتها فى محاولة لإعادة اهتمامها إلى العمل و إبعاد القلق عن تفكيرها .
كان ذهن كارى منشغلاً عندما جلس رجل فى المقعد إلى جوارها . نظرت إلى الأعلى مستعدة لتبتسم بأدب قبل العودة إلى مطالعة الأوراق الموضوعة أمامها لكن شيئاً ما حدث عندما نظرت إلى عينيه السوداوين....اهتز مزاجها بقوة فقد بدا الرجل فائق الوسامة إلى أبعد الحدود. حاولت أن تعود للتركيز على العمل لكنها وجدت نفسها سارحة الفكر بوجوده . فقد تنبهت حواسها بشكل لم تعرفه من قبل لذاك الجسد القوى الطويل الذى يجلس على بعد سنتيمترات منها فقط . لم تشعر يوماً فى حياتها بانجذاب غامر كهذا تجاه أى رجل , حتى أن الرائحة الرقيقة لعطر ما بعد الحلاقة الذى يضعه جعلت أحاسيسها تتمايل
راحت تختلس النظر إليه من حين إلى آخر بنظرات أطلعتها على كل ما يختص به : بنية وجهه الوسيمة القوية الصارمة , كثافة شعره الأسود, تفصيلة بذلته الباهظة الثمن, وحتى يديه الضخمتين اللتين تبدوان كفؤتين . لاحظت أيضاً طريقة تبسم مضيفات الطيران و هن يمرن بجانبه . وبناء عليه أدركت كارى أنه رجل أعتاد أن تلاحظه النساء , فكانت ردة فعلها أن تحاول جاهدة تجاهله. عند غقلاع الطائرة اضطرت كارى أن تضع أوراقها جانباً و تدس حقيبتها تحت المقعد الموجود امامها . وضعت يدها على مقبض مقعدها فأحتكت يدها عرضاً بيد الرجل . ـ عذراً !
نظرة إليه بينما تبسم الرجل لها. ابتسامته تلك تركت أعذب تأثير على جسدها فكأنما غرق قلبها بخفة إلى معدتها ثم عاد و أرتفع . بادلته ابتسامته بنصف ابتسامة مهذبة ثم أشاحت بنظرها بعيداً فقد كرهت إحساس الاهتياج الذى أثاره فى أعماقها . تمالكى نفسك بحق السماء! قالت لنفسها بحدة. فأنت امرأة أعمال فى التاسعة و العشرين من عمرها و ليست مراهقة يحمر وجهها خجلاً .
ما ان أستوت الطائرة فى مسارها مدت كارى يدها لتفتح حقيبتها مجدداً و أخرجت اوراقها . شعرت بنظراته تتأملها و هى تحاول القراءة . وأدركت تماماً أنه يتفحصها عن قصد نوعاً ما . تمنت فى تلك اللحظة لو أنها لم تشد شعرها الطويل الأشقر إلى الخلف بأسلوب صارم هذا الصباح. سألها:"هل أنت ذاهبة إلى برشلونة فى عمل ؟"
ــ كلا بل أنا أعيش هناك. أنا عائدة من رحلة عمل لاحظت لهجته الأسبانية الجذابة و صوته الأجش ففكرت أنهما يفسران لون شعره الشديد السواد و عينيه النافذتين

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع