الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

توأم الروح

الكاتبة : ديبي ماكومبر
-----------------------------
الملخص
******
امي . . هل فكرت في الزواج ثانية؟! “. لم تكن جوانا تفكر في الزواج . . الزواج بالنسبة لها كان تجربة لم تكن تنوي تكرارها، وكذلك كان حال تانر فقد انفصل عن زوجته بعد فترة قصيرة من زواج مدمر وأيضاً مثل جوانا كان يقوم وحده بتربية ابنته الوحيدة. كريستن ابنة جوانا ونيكول ابنة تانر كانا أعز صديقتان فبدا شيئاً حتمياً أن يكون تانر وجوانا أصدقاء كذلك، ولم يمضي وقت طويل حتى شعرا بشيء أقوى من الصداقة . . شيء كان يفضلان أن يتجاهلاه ولكن . . .!
--------------------------------------
الفصل الأول : مهمة خاصة جداً
--------------------------------------
فتحت جوانا بارسونز عينيها رغماً عنها ثم رفعت رأسها من على وسادتها الناعمه ناظرة إلى المنبه الخاص بها ثم قالت: -"كريستن لقد تجاوزت الساعة الحادية عشر!" -"نعم اعرف ياأمي انا آسفة ولكن علي إحضار الفطائر" -"لا عليك.......هناك البعض منها اعلى الخزانه يمكنك اخذها" اجابت جوانا بابتسامة -"آه ....لقد كنت تخفين عني بعضها ثانية ,أي نوع من الأمهات انت يا امي" -"لقد احتفظت بهم لحالات الطوارئ!" -"هذا يجدي!"
التفت يداها الصغيرتان حول صدرها وجلست كريستن بنت الحادية عشر على حافة السرير مطلقة صيحة خافته صحبتها تنهيدة صغيرة وقالت : -"يجب أن تكون فطائر مجهزة بالمنزل وعليها الشوكولاته" -"يا لسوء الحظ انك لم تذكري الأمر سابقاً والآن تأخر الوقت عن خبز أي شئ بما في ذلك فطائر الشوكولاته" كانت جوانا تحاول دائماً ان تكون منصفة مع كريستن بيد ان كونها تلعب دور الأم والأب فلم يكن ذلك يسيراً عليها -"امي ..اعلم اني نسيت !" صاحت كريستن وارتفع صوتها بألأم -"ولكن علي ان احضر الفطائر غداً هذا مهم وفي غاية الأهمية يا أمي !" -"أقنعيني"
كانت جوانا تستخدم هذه العبارة كثيراً . ولا تريد ان تظهر بمظهر المتصلبة العنيدة , فرغم كل شئ فقد نسيت بعض الأشياء الهامة خلال الثلاثين عاماً الماضية . -"إنه يوم مدام ايجلتون الأخير معنا , هل تذكرين يا أمي لقد حدثتك عنها وذكرت لك ان زوجها قد تم نقله وانها سوف تنتقل معه إلى دنفر , والجميع في الفصل لا يريدون لها ان تتركنا لذلك قررنا ان نقيم لها حفلاً: -:من ..نحن ؟!" -"نيكول وأنا !" أجابت كريستن بسرعة فائقة واكملت : -"فنيكول سوف تحضر الأكواب وفوط المائدة بالأضافة الى المشروبات وكان من المفروض ان احضر الفطائر المجهزة لمعلمه ممتازة كمدام ايجلتون ولكن يجب ان يكون هناك شخص ما ليرعى الحفل !"
كانت كريستن قد التقت بنيكول منذ خمسة اشهر عند بداية العام الدراسي ومنذ ذلك الوقت نمت بين الفتاتين صداقة حميمه اعجبت جوانا بكلمات ابنتها , بالطبع يجب وجود شخص كبير وبالغ قد يرغب في المساعدة ..صمتت تستمع الى باقي كلمات ابنتها ! -" ليس لدينا احد هذا العام فالكل اما مشغول او يعمل دائماً " -" حسناً" تمتمت جوانا مستسلمه لرجاء أبنتها الى جانب ان مدام ايجلتون معلمه ممتازة وكانت جوانا كابنتها آسفة لترك مدام ايجلتون المدرسة -"لا نستطيع ان نترك مدام ايجلتون , تنتقل إلى دنفر بدون ان نقدم لها شيئاً" أطلقت كريستن هذه الكلمات مؤكدة لأمها مدى أهمية الفطائر بالنسبة لها , وعلى الرغم من موافقة جوانا الا انها كانت تشعر ان القطع المحشوة كانت كافية بما ان الساعة قد تجاوزت الحادية عشر ولكن كريستن كانت تهوى الفطائر المجهزة بالبيت -"أمي ..؟!"
قالتها كريستن برجاء فاستجابت جوانا لرجاء عيني ابنتها البنية إنها تشبه ديفي كثيراً , وبدا وخز من الألم يتحسس طريقه الى قلب جوانا ,لقد مر على طلاقهما ست سنوات ولكن يجب ان تتغلب على الألم الفشل حتى يضمحل وينتهي , في بعض الأحيان وفي لحظات كتلك اللحظة ما زالت تتذكر كم كان جميلاً ان تكون بين ذراعيه وكم كانت تحبه حينئذٍ , وغالباً ما كانت تتذكر سذاجتها حتى تثق به تماماً ولكنها قد تغيرت كثيرا خلال هذه السنوات السته , فمنذ طلاقها قد اكتسبت استقلالها واحترامها لذاتها وخصصت لنفسها مجال للعمل في حوض كولومبيا للمدخرات والقروض والان قد قاربت عل هدفها في ان تصبح اول سيدة في منصب كبير المسؤلين عن القروض . -" حسناً يا حبيبتي "زفرت جوانا ورجعت بخيالها الى ارض الواقع لأبنتها! -" سأقوم بتجهيز وخبز الفطائر ولكن المرة القادمة حاولي ان تخبريني بذلك قبل ان نأوي للفراش..اتفقنا ؟!!" أسدلت كريستن كتفيها في راحة وقالت : -" حسناً , اني مدينة لك يا أمي !"
قاومت جوانا تلك الرغبة الجارفة لتخبر ابنتها انها تحملها الكثير , أزاحت بعيداً الغطاء الدافئ وقفزت من السرير ممسكة بثيابها وارتدتها وهي تحس ان ثوب كريستن يلاحقها مسرعاً الى المطبخ وهي على اتم الأستعداد للمساعدة -"سأشعل الفرن وأقوم بتجهيز كل شئ " -"حسناً" أجابتها جوانا ومدت قدميها للبحث عن شئ ترتديه في قدميها واخذت تتفحص مكونات الخزانه عما اذا كان لديها خليط الشوكولاته فقد كانت نشك في وجود شئ ما -"هناك مشكلة يا أمي " صاحت كريستن عندما دخلت جوانا المطبخ المضاء . فقد وقفت كريستن اذات الحادية عشر ربيعاً فوق كرسي امام الخزانة المفتوحة اعلى المبرد واضعة قطعة من البسكويت وهزت رأسها قائلة:
-"ليس لدينا خليط الفطائر لقد كنت اخشى ذلك" -"اعتقد انه علينا ان نبدأ من لاشئ " اجابت كريستن باحثة عن قطعة اخرى من البسكويت -"كلا , في الوقت المتأخر , لا عليك , سأستقل السيارة الى المتجر فهناك متجر البرستون الذي يعمل ليلاً ونهاراً وهو قريب " قفزت كريستن من فوق الكرسي وقد أمتلأت جيوبها بقطع البسكويت وفشلت محاولاتها لأخفائها واشارت جوانا باصبعها نحو صندوق البسكويت وعلى الفور قامت كريستن بإخلاء جيوبها وعندما انتهت كريستن اتكأت جوانا الى الفراش . -" أمي اذا كنت ستذهبين الى المتجر , فأعتقد انه من الأفضل ان آتي معك " -"كلا يا حبيبتي , سوف انهي مهمتي على الفور ,ابقي انتي هنا" -"حسناً"
وافقت كريستن على الفور فلم تكن الفتاة حمقاء وكان الشتاء في شرق واشنطن لا يرحم , اتجهت جوانا الى الغرفة لترتدي حذاءها واي جورب من الصوف . صاحت كريستن وهي تتبع أمها الى الغرفة , تعلو وجهها علامات التعجب والتفكير : -"ألم تفكري في الزواج ثانية يا أمي ؟!!" في دهشة رفعت جوانا وجهها وتفحصت ابنتها , فقد جاء السؤال من لا شئ ولكن الأجابة جاهزة " أبداً" , فالمرة الأولى كانت تكفي ,ليس لانها كانت واحدة من الجرحى او على الأقل لم تعتبر نفسها كذلك فعلى العكس تماما كان طلاقها السبب في ان اصبحت ذكية وجذابة بالأضافة الى ان الطلاق دفعها الى النضج , فلن تنظر ثانية لرجل من اجل السعادة فقد قررت جوانا ان تبني سعادتها بساعديها ورغم كل شئ فقد فاجأها سؤال كريستن ولكن هل لسؤال كريستن مغزى .. هل كانت تعني شئ ما تقصده !!ربما شعرت ابنتها بوحشة لوجودها وحدها ..قالت لأبنتها الصغيرة : -"ماالذي جعلك تسألين ؟"
ارتخى الفراش جلست كريستن بجوار جوانا واستطردت : -" لست متأكدة تماماً, ولكن يمكنك ان تتزوجي مرة أخرى فما زال لديك جسم جميل " -"أشكرك ...أعتقد" -"اقصد انك لست كبيرة سناً ولا دميمه " -"عندما اسمع ذلك منك يعتبر ثناء خالص وخاصة وقد تجاوزت الثلاثين " -"انا متأكدة تمام التأكد , انك لو رغبت , فستعثرين بالطبع على رجل آخر ولكن هذه المرة ليس كأبي وانما الأفضل" أثر ذلك على جوانا وتألمت ان تسمع ابنتها وهي تتحدث بهذه الطريقة عن ديفي ولكنها لم تتمكن من اخفاء حقيقة ديفي كيف كان انانياً وتافهاً ولا ان تخفي حقيقة عيني ديفي الحائرتين بين الجنس الآخر, وكانت كريستن تقضي معه شهر كل صيف في سياتل وقد نمت لتعرف نفسها أي واحد من الرجال كان والدها ! بعد انتهاء جوانا من معركتها مع حذائها , ارتفعت جوانا من الفراش متجهة الى الباب وفي طريقها فتحت خزانة القاعة -"أمي !!" صاحت كريستن وعينيها تملأها الدهشه -"ماذا ؟"
-"لا يمكنك ان تخرجي هكذا " كانت كريستن تشير الى أمها -"وماذا في هذا ؟" نظرت جوانا ببراءة عينها الى رداءها واكتشفت انها قد ارتدت رداء النوم ومن فوقه المعطف فظهرت بعض ازرار رداء النوم .حسناً الأزرار تظهر ولكن جوانا كانت مهتمه براحتها اكثر من مظهرها -"أمي قد يراك أحد " --"لا تقلقي , ليس لدي النية في خلع المعطف"
كانت جوانا تعتزم ان تترك سيارتها امام المتجر وتدخل ثم تخرج سريعا ثم تعود سريعا في غضون اربع دقائق

تحميل الرواية مكتوبة

تحميل الرواية مصورة

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع